الدكتور ظريف حسين يكتب: أمل الشيوخ وأمل حربي!


أظن أن ما يهم الأزهر، بصفة عامة، وفيما جاء في مسلسل " فاتن أمل حربي"، بصفة خاصة، هو محاولات بعض المثقفين (الذين يقال إنهم تنويريون، في مقابل ما يقال إنهم ظلاميون) لتحييد كل ما سوي القرآن؛ ( أي التراث الديني بالمعني المعروف، فيما دون القرآن). وهو يعتقد بأن الخطوة القادمة هي الطعن في آيات قرآنية، ثم فيه كله... ولا يعترض الأزهر، مبدئيا، علي حصول الأسرة، والمرأة، خاصة، أو أية فئة أخري علي ما يقال إنه من حقوقها؛ لأن الحقوق موضوعات تشريعية، وبالتالي سياسية، وهي من اختصاص مجلس النواب، ولن تعترض اللجنة الدينية ما دام المطلوب لا يتعارض مع آيات القرآن المحكَمات.
ثم إنه قد تكون اللهجة الساخرة الظاهرة في الحوار ومباشرة السيناريو من أهم عوامل مقاومة عموم الناس للمشروع نفسه، وليس من الذكاء مقاومة الفكر بالاستخفاف به، أوالسخرية منه، وهذه هي أسوأ عادات بعض المثقفين البغيضة تثير عليهم العامة، وتزيد من القلاقل، وتعقد المشاكل، وتعطل كل محاولات لإيجاد الحلول. كما أن أكثر هؤلاء تعوزهم الحنكة العلمية، والخبرة النفسية في طرح الخطابات ذات الحساسية الدينية؛ فكم يتسمون بالاندفاعية والنزعة الاستعراضية والغوغائية! فيما قد يرمون خصومهم بما هو فيهم، وقد يكون كلاهما علي باطل، في أمور كثيرة؛ فأكثر الشيوخ لا يستطيعون الإفلات من أقطار التقاليد، وإن كان بعضهم يفضل مجاراة المجددين، بغير علم، من أولئك وهؤلاء، مكين.
ولي آراء أخري في هذا الخصوص منشورة في مؤلفاتي وأكثر مقالاتي.
والخلاصة هي أنه ليس المهم أن تدعي أنك تقول الصواب، بل المهم هي القدرة علي اختيار المنهج والأسلوب المناسبيْن لإيصال المطلوب.