لم تكن ثورة 30 يونيو 2013 علامة فارقة في تاريخ مصر فقط بل قلبت الموازين والحسابات العالمية التي خططت لتغيير خريطة الشرق الاوسط مرة اخرى على غرار ما حدث قبل مائة عام فى اتفاقية سايكس بيكو .

فكانت الثورة استرداداً للدولة المصرية التي تعرضت لمحاولة طمس هويتها وطابعها الفكري والثقافي ،كما اتسمت فترة ما قبل الثورة بالتخبط وعدم القدرة على اتخاذ القرار السليم في القضايا الداخلية والخارجية، واتباع سياسة التهميش والإقصاء للقوى المدنية والليبرالية، ونشر خطاب الكراهية والتفرقة بين المجتمع ، مما أدى في نهاية المطاف الى خلق حالة من عدم الثقة بين النظام والقوي السياسية والمجتمعية في فترة كانت البلاد فيها أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم للبناء والتقدم والنمو والاستقرار.

وما إن استشعر الشعب المصري بأن هناك خطراً يحيق بالوطن ، ومؤامرات تحاك على أرضه تشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن العام فى المجتمع المصرى . أطلق الشعب المصري ثورته في 30 يونيو ، ليصنع تاريخه من جديد ، ويرسي المسار الديمقراطي واستحقاقات خارطة المستقبل ، وبعد مضى ستة أعوام على ثورة 30 يونيو شهدت مصر انجازات غير مسبوقة على الصعيدين الداخلي والخارجي تمثلت في إقامة مشروعات قومية عملاقة في فترات زمنية قياسية في جميع المجالات وفى جميع محافظات الجمهورية مما جعل مصر قبلة لجذب الاستثمارات المالية العربية والدولية ودفع بعجلة التنمية الصناعية والسياحية والتعدينية والعمرانية والزراعية في توقيت واحد بمعدلات وسرعة تنفيذ غير مسبوقة .

كذلك مشروع قناة السويس الجديدة أعظم الإنجازات على الصعيد الداخلي، وذلك لأنها تساهم بشكل كبير في زيادة الدخل القومي، وتعزيز قدرة مصر كشريك للتجارة العالمية، وخلق فرص عمل جديدة و تقليص معدلات البطالة أيضا مشروع استصلاح وتنمية المليون فدان ومشروع المثلث الذهبي مشروع قومى عملاق يمثل شريانا جديدا للتنمية بمصر، حيث يسهم فى تنمية الصعيد والعديد والعديد منه المشروعات على رأسها العاصمة الادارية الجديدة ليست مجرد انشاءات معمارية وانما بنية تحتية تضاف لخدمة الوطن على أحدث النظم والتقنيات العالمية الذكية .

وعلى صعيد آخر شهدت مصر حملة كبرى لمكافحة الفساد والقضاء على أي مظاهر للفساد وذلك من خلال الأجهزة الإدارية والرقابية والقضاء، وتوفير نظم المعلومات الإليكترونية الجيدة لتقليل نسب و معدلات الفساد .واليوم استردت مصر مكانتها الدولية ، والانفتاح الجاد الهادف للتعاون المثمر الذي يولي مصلحة مصر عالمياً بما يوفي بمتطلباتها التنموية والاستثمارية، وهذا ما بدا واضحاً في التعامل مع كافة دول العالم شرقاً وغرباً .

ولا شك ان اتباع مثل هذه السياسة أضفي قدراً ملحوظاً من التلاق الإيجابي بين مصر والغالبية العظمي من دول العالم ، ما تشهده مصر في هذه الأونة من تنظيم فعاليات كاس الأمم الافريقية ومصادفة ذلك رئاستها الاتحاد الافريقي لخير دليل على ما حققته مصر من انجازات وطموحات طالما عقدت عليها الامال عقب ثورة 30 يونيه واليوم أصبحت حقيقة مشهودة على أرض مصر ، واستعادت مصر دورها الرائد في مساندة ودعم وحل القضايا العربية فهي حصن أمان الدول العربية وأمنها القومي ينطلق ليشمل أمن المحيط العربي والافريقي ، ودورها الرائد في مكافحة الارهاب على المستوى الاقليمي والعالمي ، ولازال العطاء مستمراً والمسيرة على الدرب ترسم الامال على ارض الواقع لتحكي عهداً جديداً ينطلق بها لآفاق أرحب في جميع المجالات .

حفظ الله مصر وبارك ثورتها وحمى أبنائها .