نيفين منصور تكتب .. الحب بأمر ساحر


عندما ينتشر الجهل وقلة الوعي والإيمان الحقيقي بالخالق عز وجل ، يتجه البعض إلي أعمال السحر والشعوذة للتحكم في شخص ما والسيطرة علي حياته ربما يكون بغرض الانتقام وأحياناً أخري يكون بغرض الحب والامتلاك .
حكايات متكررة تدمر العديد من العلاقات عندما يتم اكتشافها ،ربما يستطيع المرء التسامح في خلاف واقع أو خطأ متعمد كان أو غير متعمد، ولكن هل يستطيع الانسان التسامح مع شريك حياته إذا اكتشف يوماً ما أن من أحبه وائتمنه علي حياته يسحر له ويستعين بالتعاويذ ليجعله تحت سيطرته مدي الحياة؟
قصص حقيقية تحدث وللأسف ليست فقط بين الجهلاء ولكن تحدث أيضاً بين المتعلمين ، بصورة أصبحت منتشرة وملفتة، الرغبة في تحقيق الرغبات تعمي القلوب فيتجه البعض إلي الذهاب لبعض المشعوذين لعمل تعاويذ تربط الشخص المطلوب ليحيا حياته تحت تأثير تعاويذ الشيطان.
روايات كثيرة ومنتشرة منذ قديم الأزل وما زالت مستمرة، دون أي إحساس بالذنب ، والملفت هنا ليس الذهاب لعمل التعاويذ للانتقام فربما نلتمس العذر للقلوب المظلمة التي لا تعرف الرحمة فمن أين لهم أن يجدوها ، فالانتقام رغبة متوحشة تأكل صاحبها وتعمي الأبصار وتغيب العقول، ولكن عندما تكون التعاويذ لجلب الحب والسيطرة، تكمن الخطورة الحقيقية
كيف تقبل أنثي أن تحيا مع رجل مغيب بتأثير التعاويذ معتقدة أنه سوف يخلص لها ويحبها وهو ملعون بلعنة شيطانية هي من قامت بها لتحول حياته إلي جحيم؟ الحب إحساس لا يباع ولا يشتري ولا يمكن إجبار القلوب عليه، الكلمة الطيبة والنظرة الحنونة هم خير رسل للحب، ومهما اجتمعت تعاويذ الشيطان فهي لا تستطيع السيطرة علي القلوب ، ربما تُغَيّب عقول البعض وتجعلهم تحت الانقياد بشكل مُلفت دون معرفة السبب ولكنها لا تصنع الحب ولا تجلبه مهما حدث ومهما كانت قوتها
ماذا لو اكتشف الرجل أن من أحبها واختارها تحاول السيطرة عليه بالتعاويذ الشيطانية في محاولة منها لترويضه وجعله تحت السيطرة؟ هل يغفر ويسامح أم يبتعد عن من تحاول أسره بالتعاون مع الشيطان؟
مواقف شديدة الخطورة وتهدم العلاقات ، من منا يستطيع أن يأتمن علي حياته مع ساحر يشارك الشيطان في أفعاله مهما كانت النوايا طيبة؟ يقول المولي عز وجل (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ).
مهما كانت أغراض السحر فهو هلاك لفاعله وضياع لآخرته وفقدان لدينه إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً، المشكلة الحقيقية أن القليل فقط من يفهم أن السحر فتنة، قد يظن البعض أنه يحقق الرغبات ولكنه علي العكس ، قد يفتنك المولي لبعض الوقت بتحقيق طلبك لتقع في الفتنة وتتوغل أكثر فتخسر الدنيا والآخرة.