جمعه قابيل يكتب .. ريهام سعيد


ريهام لم تكن صديقه مقربه .. ولم التق بها كثيرا .. ولم أكن اتحفظ على برامجها او طريقتها خاصة أنها تمد يد المساعده للناس وانا من عشاق هذا النوع من الاعلام الخدمى الهادف .. ومعظم برامجى اتعمد ان تتضمن خدمة الناس قدر المستطاع .. بداية من برنامج الناس للناس ومرورا ببرامج شريك العمر ويد بيد ونهاية ببرنامج ناسك ياوطن ..
وأشهد لها بنجاحها رغم كل الحروب التى واجهتها والانتقادات التى وجهت اليها ..
وهذا امر اصبح مألوفا بالنسبه لكل الصحفيين والفنانين ولا أعلم لماذا .. فقد اعتاد البعض تشويه صورة كل ناجح او مجتهد للاسف الشديد ..
واذكر يوما اننى فوجئت باتصال من فريق اعداد برنامجها يطلب منى تصوير حلقه عن برنامجى شريك العمر .. وكنت مشغولا جدا وقتها وحاولت الإعتذار .. وأمام اصرارها وافقت واتفقنا على الموعد ..
ولأن شريك العمر كان برنامجا ناجحا ومختلفا وفكرته جديده جدا وصعب ان يستوعبها الا كل صاحب عقليه ناضجه ومتفتحه ومتفهم لطبيعة مثل هذه الافكار فى مجتمعنا الشرقى .. لان الفكره تعتمد على توسيع دائرة المعارف لاختيار شريك العمر المناسب .. او بمعنى اخر مثل فكره الخاطبه القديمه ولكن بشكل مواكب ومتحضر وعلى الهواء .. وهى فكره قديمه ومتجدده بدأتها من سنوات طويله الصحفيه الكبيره امال عبدالوهاب بجريدة المساء بباب أريد عريسا ومؤكد يتذكره الكبار ..
وكنت واجهت قبلها موقفا سخيفا وغير محسوب بإحدى القنوات الشهيره التى حاولت صناعة حلقة من نوعية الاثاره الغير مبرره او شعللها شعللها على حساب اسم برنامجى .. ويومها تصرفت على الهواء بحكمة وصبر احتراما لمذيعه زميله أعتز بها وزميل احبه واقدره كان يرأس تحربر البرنامج وقتها ..
وبعد هذا الموقف رفضت أى استضافه من هذه النوعية ..
ولذلك حرصت على سؤال ريهام عن هدفها من استضافتى .. وكانت شجاعه وصريحه معى جدا واكدت أنها تريد نقل كواليس ما يحدث فى البرنامج للناس بكل شفافيه ..
وعندها وافقت بل تحمست جدا لان شعارى طوال عمرى هو منتهى الصدق مع الناس .. ولا اخفيكم سرا اننى اعتبرتها فرصه ليرى المشاهد كم الجهد الذى تبذله الوكاله الراعيه للبرنامج وفريق الاعداد خاصة ان دورى يقتصر فقط على تقديم البرنامج واحتاج انا ايضا لمعرفة الكواليس ..
طلبت من ريهام ان تذهب للوكاله بالمعادي وتصور تفاصيل كل مايحدث وعندما تنتهى ساذهب اليها لتصوير اللقاء معى .
وحدث بالفعل .. وذهبت بحماسها المعروف وصورت مع حالات من فئات مجتمعبه مختلفه .. صورت مع حالات قدمت بالبرنامح بالفعل وتمت الخطوبه وسجلت الزغاريد والفرحة .. ومع حالات اخرى تزوجت وانجبت أطفالا .. وايضا صورت مع حالات قدمت بالبرنامح ولم يحدث لها نصيب ..
وكم كنت سعيدا شخصيا بأن التق بنفسي بهذه النماذج لأول مره .. وكم كانت فرحتى بحوارى معهم وهم يشرحون لى التجربه بحلوها ومرها ..
المهم بعد ذلك فوجئت بريهام اثناء تصويرها اللقاء معى تطلب منى تبديل الادوار وان احاورها بطريقتى على الهواء على ان تمثل هى دور فتاه شابه تبحث عن شريك عمر بمواصفات تناسبها .. وكان الحوار لطيفا ورائعا جدا .. وضحكنا كثيرا فى هذا اليوم ..
وبعدها انتظر الجميع عرض ريهام للحلقه الا انا .. فقد كنت واثقا ان الحلقه لن تذاع ..
فلم تجد ريهام الماده المثيره التى كانت تبحث عنها لتصنع حلقة أكثر إثاره كعادتها ..
وكما توقعت لم تعرضها ولم اندهش .. لأن موضة البرامج وقتها وليس برنامج ريهام فقط كانت البحث عن النجاح من خلال المعارك الكلاميه والفضائح على الهواء .. وصعب ان تجد برنامجا يشيد بجهد زميل يحاول ادخال الفرحه لكل بيت
المهم بعدها التقينا بشكل عابر أكثر من مره ولم نناقش الأمر .. فقط اتذكر كلماتها واعجابها بالصدق الشديد فى برنامج شريك العمر .. وأتذكر اننى لم اسألها عن عدم اذاعة الحلقه ..
واليوم بكل امانه ابكانى والمنى بشده خبر مرض ريهام النادر .. وأثق ان الله اختارها ليختبرها وليغفر لها ويعدها لفوز اكبر نتمناه جميعا مهما طالت اعمارنا ..
واليوم اطلب من كل محب الدعاء لها من كل قلبه بالشفاء والعوده لبرامجها .. فهى انسانه حاولت واجتهدت .. ومؤكد أخطأت واصابت مثلنا جميعا .. فلا يوجد بيننا ملائكه .. وكلنا نخطئ ونصيب ..ويكفى انها ساعدت العديد من الاطفال المرضى والحالات الانسانيه الصعبه ورسمت السعاده فى قلوب امهات كثيرات ..
وريهام قبل وبعد كل شئ اعلاميه ناجحه وفنانه مجتهده وانسانه طيبه تحمل قلبا محبا للخير وتفرح كالاطفال كلما ساعدت الناس واشهد لها بذلك ..
فهل ندعو لها بإخلاص ربما نحتاج يوما من يدعو لنا ..
شفاها الله وعافاها بواسع مقدرته ورحمته فلا قدره لطبيب او دواء فوق قدرة خالقنا العظيم الذى يقول للشئ كن فيكون .. فاللهم اشفها واشف كل مريض يتألم شفاءا يعجب له أهل السماوات والأرض .. اللهم امين يارب العالمين .