اللقاء ما بين الحلم والواقع، حينما نذكر اللقاء فإن للوهلة الأولى يأتي الكلام عن لقاء الأحباب ، و يا له من حنين و محبة و شوق يجمعهم رغم بعد المسافات ورغم مشاغل الحياة ؛

ولكن اللقاء بصديق صدق الصداقه و المحبه لكي يكفي عن حبيب اعتاد وجودك في حياته و آمن فراقك من لحظه لاخري ؛ فما أجمل لقاء الأصدقاء والزملاء بعد طول الغياب، إنها لحظة ترسم أحداثها في لوحة ربيع العمر، تفرح القلوب، لحظة فيها من الوفاء ما يروي الأحاسيس، تتناثر فيها أجمل الكلمات، وأرق التراحيب، واستعادة الذكريات، سواء أيام المدرسة، أو الجامعة، فلا شك أنّ هذا اللقاء يبعث في القلوب ضياءها، ويرسم البسمة على الشفاه.

يا لها من مشاعر صادقة صادفتها الصدفة لتكون بدايه لقصة تجعل قلمك ينطق قبل لسانك ، فدائما ما يعجز اللسان عن ذكر ما تحتويه العين ، فالعين تبوح بما يهتف به القلب من محبة و شوق للقاء .

فكم من معلما يجلس يصحح و يرتب إجابات التلاميذ و داخله حب و اعتزاز وفخر لبعضهم دون البعض ، و يترقب إعلان نتيجته التي تمثل ثمره جهوده و اعتزاز الطلاب له ، فهذا لقاء مع نتائج جهود بُذلت من المعلم .

و كم من محام ينتظر القضاء ببراءة متهم سُلبت منه حريته ظلما ليشعر بمحبته للعدالة و أنه جني ثمار جهوده في اعلي درجات المحبة بين الوطن و المواطنين و أن الحق قائم مهم طال المدى.

هنا يكون اللقاء قد جاء علي شوق مترقب من ايام حتي ظهر ذلك الضوء الخمري الذي بعث الحياة و أنار الحقيقة و جعل القلم يسطر ما خفق اللسان عن ذكره .

اللقاء ليس دائما موعد الأحبة بلا هو انتظار لتحقيق الانتصارات و الوصول إلي الأهداف التي تمثل ثمره جهود كبيرة في الانتظار بحثا عن ذلك الضوء الذي أنار ثمرة الجهود .
فلا تعبث دائما مع من يعمل في الظلام فـدائما ما يكون لديه خطته التي يبذل قصارى جهده لتحقيقها لكي يشعل منارة الحياة و يوثق المبادئ التي دائما ما عمل من أجلها .
ليت الحديث عن اللقاء يقتصر علي الاحبه إنما اللقاء لما يتشوق الإنسان للقائه من نتائج للجهود التى ظل دائما يبذل قصارى جهده للقاء بنتائج ترسخ افكار جميلة تبعث على التفوق و تحقيق الذات و تعد دعائم للآخرين للاستفاده منها ؛
فلكل لقاء مذاقه الخاص الذي يخلد لنا نتيجته المبهجة داخلي كل نفس تعثرت شوقاء للقاء السعاده و النجاح و الوصول إلي النتيجة المبهجة التي تملي الآفاق بالايجابيه و السلام النفسي .