المعروف والمشهور لدى حدثنا فلان، ان الصلاة فرضت او شرعت ليلة المعراج، وانها فرضت خمسين ونزلت الى خمس
لكن اذا عرضنا ذلك السؤال على القران، فسنجد اجابة اخرى
الاجابة تقول ان الصلاة فرضت مع اول تنزل الذكر على النبى صلى الله عليه وسلم، وقبل حادثة الاسراء به، والدليل على ذلك ان اول سورة نزلت من الذكر الحكيم هى سورة العلق وفيها يقول رب العزة{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) وهى المختومة بقوله تعالى { كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)
ومما جاء فى الكتب موافقا لذلك، ماورد فى كتاب الاوائل لابى هلال العسكرى حيث قال:
أول صلاة صلاها جماعة:
أخبرنا ..... قال: حدثنى أبى قال: مر أبو طالب ومعه جعفر على نبى الله- صلّى الله عليه وسلم- وهو يصلى وعلىّ على يمينه فقال لجعفر: ‌صل ‌جناح ‌ابن ‌عمك، فتأخر على وقام جعفر معه وتقدمهم رسول الله،
ومعلوم بما لايدع مجالا للشك ان رحلة الاسراء كانت بعد عام الحزن الذى توفى فيه نصيرى النبى فى الداخل و الخارج السيدة خديجة وابى طالب
وجاء فى تفسير الماوردى= النكت والعيون عند تفسير قوله تعالى { ارايت الذى ينهى عبدا اذا صلى "وكانت الصلاة التي قصد فيها أبو جهل رسول الله صلاة الظهر. وحكى جعفر بن محمد أن أول صلاة جماعة جمعت في الإسلام ، يوشك أن تكون التي أنكرها أبو جهل ، صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عليّ رضي الله عنه فمرّ به أبو طالب ومعه ابنه جعفر فقال: ‌صل ‌جناح ‌ابن ‌عمك
وفى تفسير البحر المحيط لابى حيان:أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى، عَبْداً إِذا صَلَّى: تَقَدَّمَ أَنَّهُ أَبُو جَهْلٍ. قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَحَدٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ النَّاهِيَ أَبُو جَهْلٍ، وَأَنَّ الْعَبْدَ الْمُصَلِّيَ وَهُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ....
وَقَالَ التَّبْرِيزِيُّ: الْمُرَادُ بِالصَّلَاةِ هُنَا صَلَاةُ الظُّهْرِ.
قِيلَ: هِيَ أَوَّلُ جَمَاعَةٍ أُقِيمَتْ فِي الْإِسْلَامِ، كان معه أبوبكر وَعَلِيٌّ وَجَمَاعَةٌ مِنَ السَّابِقِينَ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو طَالِبٍ وَمَعَهُ ابْنُهُ جَعْفَرٌ، فَقَالَ لَهُ: صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ وَانْصَرَفَ مَسْرُورًا، وَأَنْشَأَ أَبُو طَالِبٍ يَقُولُ:
إِنَّ عَلِيًّا وَجَعْفَرًا ثِقَتِي … عِنْدَ مُلِمِّ الزَّمَانِ وَالْكَرْبِ
وَاللَّهِ لَا أَخْذُلُ النَّبِيَّ وَلَا … يَخْذُلُهُ مَنْ يَكُونُ مِنْ حَسَبِي
لَا تَخْذُلَا وَانْصُرَا ابْنَ عَمِّكُمَا … أَخِي لِأُمِّي مِنْ بَيْنِهِمْ وَأَبِي
فَفَرِحَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ أ هـ
الا يتفق ذلك الفرح وتلك الرواية مع قول الله تعالى {قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ ‌فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ ٥٨ يونس}
لكن حينما آلت الدولة لبنى امية، كان كل همهم مسح وإلغاء اى فضيلة لاهل البيت ،حتى وان كان على حساب الدين، حيث فسحوا وصرحوا لمحدثنى اليهود - ككعب الأحبار وغيره - ان يزرعوا فى الامة ماشاؤا، ولايزال كثير من الامة يردد ماافتروه على انه من ثوابت الدين ،والويل للمشككين، مع ان واضع حديث الصلاة التى فرضت خمسين ونزلت لخمس لم يكتف بايذاء موسى واخيه محمدا فحسب بل ايذاء الله نفسه، وفى طياتها ثلاث اتهامات
الاتهام الاول لله نفسه انه يفرض على خلقه مالا يطيقون مع انه تعالى قد بين فى خمس مواضع من كتابه الكريم انه لايكلف نفسا الا وسعها ، فى البقرة233و256 وفى الانعام 152 وفى الاعراف 42 وفى المؤمنون 62،
الاتهام الثانى لموسى انه ينبه ربه ويعدل عليه فى احكامه
الاتهام الثالث لمحمد انه عديم الخبرة والتجربة وانه يتردد بغير وعى، لكن ماذا تقول لامة غافلة لم تكتف بان تهجر القران حتى زعم سلفيوها ان حدثنا فلان تنسخ القران، ثم انهم يوهمون المستمع ان لله دارا ، ياتيه فيها النبى ويجادله ثم يامره موسى ــ لانه اعلم منه وادرى ــ بان يرجع الى ربه عدة مرات ليخفض الخمسين الى خمس
مع انه من المعروف ان الصلاة اول مافرضت مثنى فقط، ولم تفرض خمسين كما زعم جماعة المحدثين