49 عاما على ابشع جرائم اسرائيل.. مذبحة ” بحر البقر”
رحاب الشاميخط أحمر
" الدرس انتهى .. لموا الكراريس".. كلمات كتبها الراحل صلاح جاهين لتخلد فى اذهاننا ابشع الجرائم الانسانيىة التى ارتكبها العدوان الاسرائيلي من اغتيالة العشرات من الاطفال بدم بارد خلال هجومه على احد مدارس بحر البقر بمحافظة الشرقيه.
ذكري مذبحه بحر الـبقر
49 عاما مروا على مذبحة بحر البقر، التى وقعت خلال مهاجمة الطيران الإسرائيلى مدرسة بقرية الصالحية بمركز الحسينية بالشرقية، هذه المذبحة التى أودت بحياة 46 تلميذا وإصابة نحو 50 آخرين، من إجمالى 130 تلميذا كانوا بالمدرسة التى أضحت بعدها مسواة بالأرض .
ففى صباح 8 ابريل عام 1970 ، خرج 46 تلميذا مرتدتين زيهم المدرسي، متجهين الى مدرستهم مودعين امهاتهم وابائهم وداعا مؤقت لحين لقائهم بعد انتهاء العام الدراسي ، قبلوهم وهم لا يعلمون بانها ستكون القبله الاخيرة ، لقيام يد الغدر والخسة بقتلهم بأبشع الطرق عن طريق قصف الطائرات الاسرائيليه مدرستهم بقنابل الفانتوم الامريكية وقتلهم دون رحمة وسالت دمائهم فى كل ركن من اركان المدرسة.
اسرائيل تتبجح وتصف المدرسة بمنشأة عسكرية
مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التى تقع بقرية بحر البقر وهى قرية ريفية قائمة على الزراعة وتقع بمركز الحسينية، محافظة الشرقية تتكون المدرسة من دور واحد وتضم ثلاثة فصول بالإضافة إلى غرفة المدير وعدد تلاميذها مائة وثلاثون طفلا أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثنى عشر عاماً، اعتبرتهم اسرائيل هدفا عسكريا وقررت التخلص منهم بدم بارد وبشكل لا يمت للانسانية بصلة، وتحدثت عن الواقعه بشكل من اشكال البجاحة مبررة موقفها الاجرامي بأنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.
جرائم اسرائيل فى حرب الاسنتزاف
بينما نددت مصر بالحادث واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار فى حرب الاستنزاف التى قد وصلت إلى ذروتها، وبدأ العدو الصهيونى بضرب ما عرف بـ "الأهداف العميقة" داخل مصر، ردا على الغارات المصرية فى عمق سيناء، مع استهدافها لبعض المواقع المدنية مثل استهداف مصنع ابو زعبل والذى استشهد فيه 70 عاملا ، ومدن التل الكبير، وأحياء داخل القاهرة مثل "المعادى" من خلال الغارات.
العالم يغضب لمذبحة بحر البقر
أثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف.