الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: قلب الأم


فاكرين الولد بتاع الإسماعلية.. اللي قتل شخص ومثل بجثته... واجتز رأسه وسار بها في الشارع.. كانت محاكمته امبارح امام جنايات الإسماعيلية لفت نظري في شهادة الست والدته امام المحكمة عدة ملاحظات.
الاولى:
قام المتهم بمجرد رؤية والدته باحتضانها ونزل لقدميها يريد تقبيلهما.
السؤال أين كانت عاطفتك وحنوك وطيبتك حينما اقترفت جريمتك الشنعاء وقتلك لروح آمنه إلى هذا الحد قد يكون الشخص مزدوجا ويحمل بداخله الشر والطيبة مجتمعين معا.
الم يجول بفكرك وانت تقتل أن القتيل أب وله ابناء يحبونه كما تحب امك.
الثانية.
قالت الأم للقاضي وهيئة المحكمة( خافوا بس ربنا فيه، ده مصلي وأحسن أولادي).
من المؤكد تعاطفي مع قلب الام نحو فلذة كبدها..لكن السؤال اي خوف من الله تقصدين يا اماه.....اين الخوف من الله عندما اقدم ولدك على قتل نفس بريئة والتمثيل بجثته.. وكيف ياماه...تري ابنك القاتل عيانا بيانا وتقولين أنه كان بيصلي واحسن اولادك... فالصلاة يا أماه بريئة وبعيدة كل البعد عن اي فاحشه فما بالك اذا كانت هذه الفاحشة هي قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق.
كيف يا اماه يكون ابنك افضل واحسن اولادك وهو قاتل ومجرم وسفاح؟
الثالثة
قالت الام ان ابنها مظلوم لأنه كان بيتعاطي مخدرات ( الشابو).
هل يا أماه تعاطي إبنك للمخدرات ماكانش ظلم لنفسه وكان بإختيارة وارادته الحرة فكيف تعتبريه مظلوم .
وقد أقدم على ازهاق روح شخص بغير حق.. شهادة الام امام المحكمة نموذج مجسد لعاطفة كل أم لا ترى في سلوك وتصرف ولدها إلا كل مايؤيد حبها وعاطفتها فقط لكن شتان يا أماه بين حكمك العاطفي على ابنك وحكم المنطق والعقل.. الله يكون في عونك كأم لكن ابنك ليس كماتخيلتيه وتصورتيه ولابد ان يأخذ جزاء ما اقترفت يداه.