خطبة الجمعة يوم الجمعة ووقت صلاة الظهر يعتبرعيدا لكل المسلمين حيث يحظر الكلام وينصت الجميع للموعظة وحتى تؤتى الخطبة أكلها فقد حددت وزارة الاوقاف مدة الخطبة مابين خمسة عشر وعشرين دقيقة كحد أقصى تأسيا برسول الاسلام وعممت ذلك على أئمة المساجد ترفقا بالمصلين لكن مازال كثير من الائمة غير ملتزم بوقت الخطبة فتجد معظمهم يطيل فى الخطبة ويعيد ويكرر ويسهب مستغلا عدم جواز ترك الخطبة ويثقلون على الناس وتمتد خطبة بعضهم الى قرابة الساعة مما يصيب المصلين بالضجر أو النوم أو الانشغال بأشياء أخرى .

ولان معظم الائمة يرتجل الخطبة مباشرة ظنا منه أن كتابتها أو كتابة أهم محاورها يعتبر نقيصة فى حقه فتجد الاعادة والازادة وعندما ينسى يقول صلوا على رسول الله حتى يستدرك أفكاره ولا أفهم لماذا لا تحاسب الوزارة من يطيلون فى الخطبة بالمخالفة لتعليماتها وأذكر أننى دخلت فى مناقشة حامية مع أحد الائمة بعد الصلاة لاطالته فقال متبجحا أن تحديد أوقات الصلاة ليست من الاسلام فى شيئ ورددت عليه بان رسولنا كان يقتصد فى الخطبة رأفة بالناس والمرضى وغيرهم ممن لا يستطيعون الابقاء على الوضوء فترة طويلة ولانى مشاغب فأصبح يتقيد بالمواعيد بعد أن هددته بالشكوى لوزارة الاوقاف .

وصدف أن قرأت عن أقصر خطبة فى الاسلام القاها الشيخ عبد القادر الجيلانى منذ الف عام حيث صعد المنبر وقال : لقمة فى بطن جائع خير من بناء ألف جامع... وخير ممن قام لله راكع... وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع... وخير ممن صام الدهر والحر واقع... واذا نزل الدقيق فى بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع... فيا بشرى لمن أطعم جائع... ثم نزل من على المنبر وأقام الصلاة .

فلا أدرى لماذا لا يتشبه الأئمة به فتلك خطبة جامعة وافية فى أقل عدد من الكلمات وتعطى افضل رسالة فأئمة المساجد يحتاجون للتدريب والتأهيل والمراقبة لخطورة الدور الذى يقومون به وياحبذا لو اقتحم المجال أطباء ومهندسين وعلماء لتنوير وافادة الناس ومصطفى محمود وعمر عبد الكافى وعلى جمعة لافضل مثال وحسبى الله فى كل من أطال فى خطبة الجمعة