منذ ان كنت صغيره وانا احلم ان اصبح مذيعه فى مبنى ماسبيرو ولا اذكر انى ترددت او اختارت فى اى مراحل عمرى ان امتهن اى مهنه سوى الاعلام بل بالعكس اذكر أننى كلما مررت امام المبنى مع والدى فى السياره كنت أردد أننى سأعمل فى هذا المبنى المهيب بالنسبه لى

حتى عند اختيارى للكليه التى ادرس فيها اختارت كليه الاعلام جامعه القاهره على الرغم من ان الكثير نصحونى انه ليس شرطا ان أكون من خريجى كليه الاعلام حتى اعمل مذيعه ولكنى اختارت ان أكون دارسه وممارسه للمهنه اعتقادا منى انه لا نجاح لى فى هذا المجال دون ذلك

وكنت اشاهد كل عام الاحتفال بعيد الاعلاميين و اترقب حدوثه ربما اكثر من أعياد الطفوله التى كنّا ننتظر الفنانه الجميله صفاء ابو السعود لتاخذنا الى عالم اخر ونحن اطفال لنحتفل بطفولتنا الجميله وسط اهتمام من الدوله كبير بهذه الاحتفالات

وكان الاحتفال بعيد الاعلاميين وتكريم رموزه ممن ادوا دورا تنويريا مجتمعيا اسهم فى رقى الوعى والفكر هو تتويجا لاحترام هؤلاء الاعلاميين ومكانتهم داخل المجتمع

واليوم وفى لحظه صراحه حقيقيه اعتقد ان احترام اى مهنه وخصوصياتها يبدأ من عند من يمارسون هذه المهنه اى الاعلاميين ذاتهم فَلَو كنّا نريد ان يتم تقديرنا واحترامنا من الجميع فلازما علينا احترامنا لانفسنا ولمهنتنا وايمانا منا انها مهنه محترمه لها تأثيرها على العقول وتشكيل الراى العام وتوجيهه فى كثير من الأحيان ان لم يكن جميعها اخشى ان اقول إننا هونا على أنفسنا فهونا على الجميع هل لو تم تكريم بعض من الاعلاميين الان من منهم نختار وعلى اى أساس سيتم الاختيار والتكريم لقد اصبح الامر أصدقاء ومعارف وليس اعلاما حقيقيا له دورتنموى ان اختلال المعايير جعل الأمور مشوهه لدى العاملين فى المهنه وكذا لدى الجمهور ذلك لان الامر ليس كما هو سائد الان ان الجميع يستطيع الوقوف امام الكاميرات ومخاطبه الجماهير فالصعوبه تكمن فى صناعه محتوى قوى ورساله واضحه ومرسل اى المذيع قادر ولديه من المهنيه وسرعه البديهه والثبات الانفعالي ومعرفه متى وكيف يتحدث انه علم يا ساده لو تعلمون عظيم

ان المهنه لما لها من بريق وشهره وجذب تصبح محل اهتمام من الجميع وكذلك رغبه من الجميع فى الانضمام اليها ولكن كان يجب علينا وضع ضوابط وشروط لممارسه المهنه مثلها مثل اى مهنه فى العالم فهل يجوز لى ان اعمل محاميا او طبيبا او مهندسا او كوافير دون شروط وتعليم وتعب وتدريب لماذا تُستباح هذه المهنه بهذا الشكل سوْال أضعه امام الاعلاميين أنفسهم وليس اى جهه اخرى اننا من صنعنا فى أنفسنا ما وصل اليه حالنا

ما زال لدينا اساتذه وعظماء فى هذه المهنه علينا ان نعيد ترتيب البيت من الداخل حتى نكون مثالا يحتذى ويحترم وكفانا لطما وعويلا على وسائل التواصل الاجتماعي التى لن تفيد فالامر ليس حكرا ولا تمييزا ولكنه حق اصيل ممارسه المهنه بشروط وليست مجالا مفتوحا لكل من هب ودب خصوصيه ممارسه الاعلام بدايه للتنميه وبناء المجتمع اذا كنّا نريد دوله قويه لا تهزمها شائعات ولا مشكلات وفقنا الله لما فيه الخير لمصر .