ما أصعب أن تضحك من الخارج وقلبك ينزف حزن ودموع من الداخل ، إحساس مؤلم لكنة يحمل معاني كبيرة لا يفهمها سوا الانقياء .. كثير من البشر يمر عليهم هذا الإحساس المؤلم ، البعض قادر علي التحمل والبعض الآخر يغرق في بحر الوجع والعذاب الداخلي ولا يستطيع البوح ! .

هل بكاء القلب والروح يرتبط بالحب فقط أم بأشياء أخري؟

الإجابة هي : كل ما يمس القلب هو حب حتي ولو نسمة هواء غير مناسبة فمابالكم ياسادة بالأهل والأصدقاء والزملاء والحب والعشق والغرام والحياة بشكل عام .

كل شخص منا بداخل قلبه وجع لا يعلم به سوي صاحب الوجع ، وعندما يتحدث البعض عن وجع القلب ، سريعًا نتذكر جروح الماضي ونشعر ببكاء الروح الذي لايفارقنا ويعيش بداخلنا طوال الوقت ونحن في حالة هروب مستمرة منه ولا نعرف متي سنصبح بلا وجع ، ومع كل ذلك مازال بداخلنا أمل يتبطب علي الروح ويحدثها بصوت عالي ويقول لها إهدأي فغداً افضل بإذن الله .

نظل نعيش في صراع نفسي طويل المدى مابين الأمل والإحباط ! ولكن عندما نتذكر قول الله تعالى ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) .. تهون كل جوارحنا الصعبة ونعلم أن كل شئ علي ما يرام .

ويجب أن نعلم أن كل إنسان لديه ما يكفي من تعب وجروح ووجع .. إنه شعور موجود عند كل البشر ولكن من المهم أن يكون ذلك الشعور وذاك الوجع تحت السيطرة !

والسؤال المطروح هل يوجد وجع تحت السيطرة ؟

نعم يوجد ذلك .. فالوجع سلاح ذو حدين مثل النار ، يمكن تحرق صاحبها ويمكن أن تستخدم في أشياء كثيرة تجلب السعادة والخير ، وأنت وحدك .. سيدي صاحب القرار إما أن تنهض لبر الأمان والإنسانية إما أن تتحول إلي شخص عدواني انتقامي لا يعرف شئ في الحياة سوي الغدر .

في النهاية .. كيف نتغلب علي الوجع ونتعايش معه بسلام وبدون أضرار ؟

بالحب .... نعم بالحب .. وبإختصار يكون العطاء بشكل أوضح ، ونضحي فالتضحية شئ مهم ومقدر ... ولذا وجب علينا أن نحب الخير لغيرنا حتي أعدائنا وكل من كانوا السبب في وجعنا.

من الممكن أن يكون الكلام سهل والفعل صعب ، ولكن لا يفعل ذلك غير الأقوياء أصحاب القلوب الكبيرة ... ورسالتي الأخيرة هي اننا لابد وأن نفهم أن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة .