جمال رشدي يكتب: استغاثة المصريين العاملين بالخارج إلى السيد الرئيس


متواجد في الشقيقة المملكة العربية السعودية، ومنذ عامان لم استطيع السفر الي مصر لرؤية اهلي، وذلك بسبب جائحة كورونا وتعليق الملاحة الجوية والبحرية، وفي الشهور الأخيرة اضطر الكثيرين الي السفر إلى مصر والرجوع عن طريق دولة ثالثة ( ترانزيت) غير معلق الطيران فيها الي المملكة العربية السعودي، وفي الغالب الإمارات او البحرين، ورغم التكلفة الباهظة لتلك الرحلة الا ان لجأ اليها الكثيرين لكسر جمود الحصار الروحي والاجتماعي الذي نال من الملايين هنا في المملكة وحرمهم من مشاهدة اهليهم.
فتكلفة الرحلة من مصر الي الامارات او البحرين ومن ثم السعودية تقريبا ٤٠ الف جنية مصري، ناهيك عن الوقت.فطبقا لقانون العمل هنا لا تتعدى اجازة التعاقد شهر واحد سنويا، ومن هذا الشهر ١٤ يوم حجر صحي في دولة الترانزيت بجانب ايام السفر منذ بداية الرحلة، ولهذا لا يتبقى للمواطن المصري الا ١٢ يوم في الاجازة من المفترض أن يقضيها وسط أسرته وأهله.، لكن للأسف خلال تلك الأيام يحاول هذا المواطن المسكين ان يحصل على احد الجرعات الخاصة بلقاح كورونا،، تلك رحلة عذاب وسط البيروقراطية الفاسدة المتوحشة المصرية، التي حذرت عبر مقالات كثيرة منها مرارا وتكرا بأنها ستبتلع كل جهود التنمية التي يقودها السيد الرئيس.
يذهب المواطن المصري الي مركز اللقاح للحصول على موعد، في الغالب النظام ساقط لا يعمل او مزاج الموظف غير حاضر لاستقبال المواطن، أو المواطن ليس لديه واسطة للحصول على موعد اللقاح، وأن كان المواطن حسن الحظ او لديه واسطة وحصل على موعد فليس لديه وقت للحضور لان الاجازة انتهت،.، وأن قدر له الحصول على جرعة اللقاح فويل له لان في انتظاره رحلة عذاب وازلال في كيفية الحصول على عشرات الاختام والتوقيع من الكثير من الجهات.
حقا من تلك الكلمات اعبر عن استيائي وحزني الشديد للغاية، فكيف لدولة بحجم واسم مصر ما زالت غارقة في فساد البيروقراطية، في حين ان الثورة الرقمية غيرت كل شئ في جميع دول العالم، فهنا في الشقيقة السعودية، من خلال تطبيق واحد اسمه ( توكلنا) يقوم المواطن او الوافد بحجز الموعد في المكان الذي يختاره، ويذهب بكل يسر وَراحة الي مركز اللقاح وفي استقباله موظفين على أعلى درجات المهارة في التعامل والسلوك العملي، َلا يستغرق ذلك دقائق معدوده، وبعدها ينزل على التطبيق شهادة صحية إلكترونية بنوع وموعد اللقاح.
وفي مصر مازالت ثقافة الخمسينات َوالستينيات تضع المواطن امام حصار وسبي تنتهك من خلاله إنسانيته واداميته،، لا توجد ارادة او رغبة لاختراق موروث عفن سيبتلع كل ما تقوم به القيادة السياسية من إنجازات.
وألان حلت مصيبة على بعض المصريين العاملين بالخارج، فمنذ ايام تم تعليق الرحلات من الإمارات الي السعودية وهناك الآلاف من المصريين متواجدين كترانزيت لدخول السعودية وتكلفوا عشرات الآلاف ومنهم من باع مستلزمات منزله وحله زوجته واستلف لتوفير المبلغ،، فماذا يفعل هؤلاء المساكين، فهل تتحرك الدولة لحل مشكلتهم مع الشقيقة المملكة العربية السعودية،، وماذا عن عشرات الآلاف المتواجدين في مصر ويريدون دخول المملكة وكان ترتيبهم الذهاب إلى الامارات او البحرين وقد تم تعليق السفر من الدولتين الي السعودية.
على الحكومة المصرية آن تتحرك بأقصى سرعة لتنسيق الموقف مع الاشقاء في المملكة، واقتراحي كالتالي.
المواطنين الحاصلين على جرعتين لقاح كورونا المعتمد في المملكة، يتم السماح لهم بالدخول مباشرة من مصر الي المملكة.
أما الذين لديهم جرعة واحدة او لم يتيح لهم الحصول على الجرعات، اقترح ان يكون الحجر الصحي في مصر قبل السفر تحت إشراف سعودي مصري وفي نهاية مدة الحجر المحددة يحصل المواطن على تصريح بالسفر أو اقتراح آخر أن يتم التنسيق مع الاشقاء في السعودية بأن يكون الحجر الصحي للقادمين من مصر داخل الأراضي السعودية.
المهم في الأمر أن تتحرك الحكومة المصرية لإدارة الازمة بمهارة تتماشي مع حجم المشكلة وعدد العاملين في المملكة التي يتجاوز اثنان مليون ونصف.
ندائي إلي السيد الرئيس والي كل الحكومة المصرية متمثلة في رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير القوي العاملة ووزيرة الدولة للهجرة وكل مسؤل مختص ان يتحرك بقلب الإنسانية والمسؤولية الوطنية لإيجاد حل سريع وعاجل لتلك المشكلة.