المهندس السيد طوبا يكتب .. فرحة العيد


فرحة العيد زمان لا تنسى فبدءا من منتصف رمضان يتم التحضير لعيد الفطر وكأطفال كنا نشترى ملابس العيد الجديدة ولا نبيت ليلة العيد الا وهى على حرف السرير و الحذاء تحت المخدة أما تجهيزات الكحك والغريبة والبسكوت فكانت ملحمة أخرى يساعد فيها الجيران وأذكر بالخير جارة قبطية كانت من أعز أصدقاء والدتى رحم الله الجميع تساعدها فى المعركة ولم يكن هناك ما يسمى الكحك الجاهز فكان يتم التحضير فى صيجان كبيرة يتم استئجارها من الفرن وكان من المحتم عمل كميات اضافية لاهدائها للجيران والاهل والاصدقاء .
أما المكسرات فكانت من الممنوعات لحظر استيرادها وتأتى تهريبا من ليبيا هى والتفاح الامريكى وكنا ننتظر قدوم الاعمام والخيلان لتجميع العيدية وفى بعض الاعياد كنا نحصل ما مجموعة خمسة جنيهات وفى تلك الاوقات كانت ثروة فنضع جزءا فى الحصالة ونصرف الباقى وكنا نزور أصدقاءنا لتناول طعم الكحك لديهم وكانت الصحة تسمح بابتلاع كيلوجرامات من مختلف الانواع وكنا نتسابق لتاجير العجل(البسكلتة) وفرقعة البمب فى كل مكان مصحوبا بلعنات الكبار والجيران وكانت الشوارع تتزين والكل يتسابق لتقديم التهنئة والفرحة تعم الارجاء .
وقتها كنا نشاهد أفلام اسماعيل ياسين على التليفزيزن المصرى نصر( أبيض وأسود) وكنا نستلقى على قفانا من الضحك بالرغم من مشاهدتنا لها عشرات المرات وكان البيت يمتلئ بالاقارب وأولاد الاعمام والخيلان لنشكل عصابات تتصارع فيما بينها أو تلعب المساكة أو سلك مكهرب وطبعا الكرة الشراب وكانت أفضل واسعد لحظات عمرنا
أما فى القاهرة فبا لكاد تعرف جيرانك وربما بعد عودتى من الخليج وسكنى بالقاهرة تعرفت على جيراننا بعد ما يزيد عن عشرة أعوام أوقات هوجة يناير وقيامنا بحراسة المنازل أما بهجة العيد فضاعت لتشتت الاسر واقتصرت على الرسائل النصية ومهاتفة الاهل والاصدقاء وربما لا أشعر ببهجة العيد الاعند سفرى الاسكندرية للقاء الاخوة والاحباب وأحمد الله على تواصلهم المستمر فى كافة المناسبات وأستميحكم العذر لما أشعر به من مرارة للمقارنة بين بهجة العيد الامس واليوم وكل عام وانتم بخير .