جمعه قابيل يكتب .. صيام والبوب


الاول عرفته من سنوات طويله .. وقتها كنت أعمل دراسه بأكاديمية الفنون عن مسرح الاستفهام .. وتابعت مسرحية 30 فبراير للمخرج مصطفى سعد بالمسرح المتجول .. وكان هو بطلا للعرض المسرحى .. وحينما خرج من مقاعد الجمهور ليشارك بدوره على المسرح .. ابهر الجميع بلغة جسده وتناسق حركته مع نبرة صوته الواضحة والمميزه .. وحظى يومها كممثل بارع بالاعجاب الشديد رغم ان ملامحه لا تصلح لفتى شاشه بمعايير وقتها ..
اما الثانى فاعرفه منذ بداياته طالبا مجتهدا مهذبا .. ابن بلد جدع .. ابتسامته لا تفارقه .. شديد الايمان بموهبته .. محبوب من كل من يعرفه .. عانى كثيرا جدا وصادف متاعب جمه .. فى حياته الخاصه والفنيه .. ولكنه أبدا لم يضعف أو ييأس .. بل احتفظ بوجعه لنفسه وحرص طول الوقت على تصدير ابتسامته لكل من حوله ..
تابعت الاول بعد مسرح الاستفهام وهو يشارك فى العديد من الأعمال .. يهبط حينا ويصعد احيانا .. ولكنه يجتهد فى كل الأوقات .. محاولا الوصول لافضل اداء .. جمعنى به العمل بحلقات مسلسل نسمه ونصيب للمخرج الصديق حمدى النبوى .. ورغم وجود أسماء كثيره معنا مثل محمود الجندى وحسن مصطفى وميمى جمال ويوسف داوود وحنان سليمان وشعبان عبد الرحيم ويوسف عيد وعشرات الفنانين الا انه كان فاكهة العمل بمدرسته السهل الممتنع .. وكان الابتسامه الحقيقيه فى كل مشهد والأهم كان حبيب الجميع بلا استثناء ..
وأعود للثانى الذى عايشت معه بعضا من محاولاته الجاده والمستمره وبحثه الدائم عن التميز .. ولسوء حظه تصادفت بداياته مع بدايات افلام الكاركتر التى سادت فتره غير قليله .. وهو الممثل الجان الوسيم والفاهم صاحب الأدوات والامكانيات الكبيره الاشبه بنجوم هوليود وباريس .. والتى تحتاج عيون مخرج فاهم ولم يكن وقتها زمن هذه النوعية من الافلام .. واذكر اننا تواعدنا والتقينا بشارع فيصل ونحن فى طريقنا لصديقنا المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين .. اكتشفت محبة الناس له وهو يشير لهم بالشارع .. وبينما اكتفى انا بابتسامه كان هو يذهب إليهم ويسلم عليهم بكل حب وسعاده .. ويومها همس لى ياسين قائلا الولد ده أقرب ممثل مصرى شاب بملامح نجوم السينما العالميه ويقدر يعمل افلام الاكشن والألغاز والغموض ولكن للاسف ملهاش جمهور عندنا .. وكان ياسين مغرما وبارعا فى كتابة وإخراج هذا النوع من الأفلام ..
وفى رمضان هذا العام تابعت الاول باعجاب شديد وهو المدرس بمسلسل زلزال .. فقد وصل الى مرحلة اداء تدرس بالفعل .. ونجح فى توصيل كل المشاعر بنبرات ورعشة صوت اكثر من رائعه .. حتى لقطاته الكوميديه لاتملك الا الوقوف امامها اعجابا وانبهارا ..
بينما برع الثانى فى آخر نفس .. ولا يمكن أن تصدق ان هذا الممثل هو نفسه من يؤدى شخصية بليغ حمدى فى رائعة عادل عبده بالمسرح .. فهو حقيقة المتجدد دائما فى كل شخصيه يؤديها .. وان كنت أثق ان الافضل له لم يأت بعد .. ويقينى انه قادم لا محاله ..
صيام والبوب نجحا لاجتهادهما وإصرارهما على التجديد والتميز وعدم الاستسهال او العمل بمبدأ سبوبه وتعدى خاصة فى سنواتهما الاخيره ..
صيام والبوب نجحا اعتمادا على موهبتهما وليس لكونهما بمجلس النقابه كما ردد البعض وقتا ما .. وان كان ذلك لا يقلل منهما على الإطلاق فالناس تحكم بما ترى على الشاشه وكلاهما ملأ مكانه تماما ..
الصديقان المجتهدان صيام والبوب أو احمد صيام وايهاب فهمى يستحقان بطولات مطلقه بأعمال دراميه هادفه فى المرحله القادمه .. فهما حقا أحق بلا اى مجامله .. وان كانت مجاملتهما كصديقين ناجحين واجبا علينا طالما أجادا وتميزا