الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب .. ألف ــ باء ــ إعلام يا ولاد ” التيت”


اللي بيعلموه لأولادنا في كليات ومعاهد الاعلام أن كل ماده أو رسالة إعلامية سواء كان إعلان أو دراما ، أو حتى حوار مكتوب أو منطوق أو مرئي ،لابد أن يكون ورائه هدف ما ، والهدف ده بيتم تفصيل موضوعه وشكله وإخراجه ، وفقا لخصائص وسمات الناس إللي هتابعه وتشوفه وتسمعه (إللي هو إحنا المصريين طبعا مش أهل كوالالمبور مثلا ) .
هذه القاعدة شبه البديهية تفرض علينا في المقابل ، سؤال يبدو ساذج في طرحه وشديد الخطورة في تفسيره ، ما الحكمه في أن معظم مسلسلات رمضان الدامية ؟ .
تتضمن مشاهد المخدرات والخيانه والقتل والرشوة والجاسوسية والتحرش والعنف بشتى أنواعه ـ لأ ـ وفي رمضان بالذات ، هل أصبح مجتمعنا المصري خاليا من أي قيمة مجتمعية إيجابيه يمكن تسليط الضوء عليها دراميا ـ أشك .. بالقطع سيطالعنا بعض المثقفين المتخلفين والمتفلسفين ، أصحاب البدل الشيك والكرافتات الملونه ، والساعات الشيك الذين يتصدرون المشهد الإعلامي في كل العصور ، واللي جابونا ورا واللي كل همهم مصالحهم الذاتيه فقط من الذين يجيدون فن الكلام وإثبات الشيئ ونقيضه ، الذين يراوغون في كلامهم كالحرباء دفاعا عن صناعتهم وبضاعتهم ، وتحقيقا لأعلى معدلات ممكنه من المكاسب لهم.
إن هدف الاعلام والدراما هو إظهار الواقع المعاش ، وبالتالي الأعمال الدامية انما تعكس الواقع كما هو ، بس السؤال إللي بيطرح نفسه لوحده ، هو واقعنا المصري المعاش ما بقاش فيه موضوع أو قيمة ايجابيه ممكن تصلح لتكون مادة دراميه ؟ .
الله يخرب بيوتكم والبيوت إللي جنب بيوتكم .. والبيوت إللي جنب جنب بيوتكم بصوت عادل امام ، ياناس ياهو، يامس لين عن هذه الصناعة ، الدراما إللي بتقدموها بتفسد قيم واتجاهات ومعتقدات وسلوك ، جيل كامل من الشباب وصغار السن ، تفتكروا كام شاب صغير يتمنى يكون تاجر مخدرات أو تاجر أثار مهربه علشان ينعم بالنعيم والثراء والرفاهية ، إللي بيشوفها في المخروبه بتاعكم إللي إسمها ، مسلسلات تلفزيونية.
وبعدين ترجعوا تعيطوا زي الستات وتقولوا هو إحنا جرالنا إيه ، فين رسالة الإعلام ، فين المجالس القومية الاعلامية المتخصصة ، طيب فين أي حد في أي حته في أي مكان ، ممكن نتكلم معاه..ويفهمنا ونفهمه ، ونقوله إيه إللي بيحصل ده ، لازم نفهم ونفهمه إن اللي بيحصل ده خطر جدا ، على الشباب وعلى البلد كلها.
ملحوظه لما ده يطلع ولد الغلابه ، أومال إحنا نطلع ولاد مين ـ ياولاد التيت روحوا منكم لله.