خالد السيد يكتب: الحاجة إلى الفرنشايز وأهميته


يعد عقد الفرنشايز من العقود الهامة والمستحدثة، الذي شاع استعماله في العديد من الدول، لما يمثله هذا العقد من وسيلة ناجحة لنقل المعرفة الفنية والمشاريع الإنتاجية، بأسلوب يحقق أهداف المتعاقدين، وبالتالي يعود بالخير على الطرفين، بحيث يوفر لمانح الفرانشايز فرصة ممتازة للانتشار السريع، دون أن يشكل ذلك عبئا ماليًا على نفقاته الرأسمالية، كذلك يوفر له فرصة الوصول للأسواق بسرعة.
عقد الفرانشيز يمثل وسيلة ناجحة لتمويل الاستثمارات والمشاريع بأسلوب يحقق أهداف المتعاقدين المانح والممنوح، مع المحافظة على جودة المنتجات وسمعة العلامة التجارية.
فبالنسبة للمانح، فإن عقد الفرانشيز يمكنه من تكرار نجاحه من خلال الممنوحين المتعاقدين، تكوين شبكة متكاملة ومراقبة أفضل للممنوحين، مع التمويل الذاتي لتطوره والدعاية لعلامته التجارية من خلال مقابل حق الفرانشيز، ودون تكبد رؤوس أموال خاصة.
وبالنسبة للممنوح، فإن عقد الفرانشيز يساعده على التغلغل في الأسواق بشكل أسرع وأكثر أمانًا، الاستفادة من سمعة الإشارات المميزة كسمعة العلامة التجارية من معرفة المانح الفنية ومساعدته التقنية، وتجنب أخطاء بداية الاستثمار التجاري بفعل نقص خبرته التجارية.
أما بالنسبة للاقتصاد ككل، يُعدّ عقد الفرنشايز من العقود التي تساعد على الإنماء الاقتصادي والتجاري بالنسبة للجهة الممنوح لها، إذ يسهم هذا النوع من الاستثمار بتشغيل الأيدي العاملة المحلية، زيادة الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، رفع جودة المنتج المحلي وتشجيع الطلب عليه، ورفع كفاءة اليد العاملة الوطنية من خلال التدريب الذي تتلقاه في المشاريع المقامة والمعرفة الفنية المنقولة.
والسبب في اختلاف النظرحول طبيعة عقد الفرانشيز، يرجع إلى أن للأطراف أكبر حرية في وضع ما يناسبهم من شروط، وإلى الآثار التي يرتبها عليه القضاء، فالفرانشيز لم يكن موضوعًا لاتفاقيات دولية، ونادرة هي القوانين التي تهتم به.
ونظرًا لما لعقد الفرنشايز من أهمية اقتصادية، لا بد من توفير مناخ قانوني ملائم لهذا النوع من العقود، وذلك بإصدار نظام خاص بنشاط الفرنشايز، والعمل على تفعيل سرعة تنفيذ القرارات الملزمة، من هيئات تحكيم في المنازعات التجارية، وبخاصة في مجال منازعات حق الفرنشايز، كذلك ضرورة العمل على توعية المستثمرين الراغبين في العمل بنظام الفرنشايز قانونيًا وماليًا واقتصاديًا وإداريًا وفنيًا.
ومن خلال ما سنتناوله في هذا الكتاب نجد أن الفرنشايز عقد مكتوب يلتزم بموجبه مانح الامتياز بتمكين ممنوح الامتياز من استخدام حقوق الملكية الفكرية الخاصة به وأهمها اسم مانح الامتياز التجاري وشعاراته ورموزه وعلاماته التجارية، وكذلك الاستفادة من خبراته ومهاراته وأنظمة عمله ومعرفته الفنية لاستخدامه (الممنوح) في توزيع منتجات أو تقديم خدمات أو الاستفادة من التكنولوجيا الخاصة بمانح الامتياز، إضافة إلى تقديم مانح الامتياز المعونة الفنية والتجارية والتدريب لممنوح الامتياز ومساعدته في كل ما يعينه على ممارسة النشاط موضوع عقد الامتياز حسب تعليمات وسياسات مانح الامتياز وشروط العقد بصفة دورية طوال مدة العقد في النطاق المكاني، نظير مقابل يتقاضاه مانح الامتياز.
فالفرنشايز يجعل المستثمر دائما يبدأ من حيث انتهى الآخرون، وأن المشاريع فيه تبنى على تجربة ناجحة، وأن يكون اسم المانح مشهورا سلفا، والنشاط منتشرا في السوق، بالإضافة إلى أنه يقوم على أنظمة متكاملة في ظل وجود جهة خبيرة مساندة، فجميع هذه العوامل تجعل نسبة نجاح المشروع عالية.
إن أساسيات ومقومات نجاح (الفرنشايز) تكمن في معرفة الممنوح عددا من هذه الأساسيات اختيار المانح الصحيح، ومعرفة حقوق المانح وحق الممنوح، واختيار الممنوح الصحيح، والالتزام التام بالبنود الرئيسية في العقد.