مع قرب انتهاء شهر رمضــان الكريم، واستطلاع هلال اول إيام عيد الفطر المبارك يثار الجدل حول مدي جواز صلاة النساء بجوار الرجال في مصلي العيد بنفس الصف دون فاصل أو حاجز .

وأكدت دار الإفتاء في أن صلاة الرجال بجوار النساء في مصلي العيد في صف واحد من دون فاصل أو حاجز تعدي صريح علي قواعد الشرعية.

ويعد ذلك الفعل بمثابة مخالفة جسيمة للآداب العامه وللاخلاقيات و تقاليد المجتمع.

وفي خروج النساء والرجال لأداء صلاة العيد أمر مستحب لما فيه من إظهار مظاهر العبادة و زيادة الموادة و الرحمه بين المسلمين واتمام للاعباده الله عزوجل.

لكن اذا أقيمت صلاة العيد فيجب الفصل بين الرجال في الصفوف حتي تكون الصلاة صحيحة ومقبوله هديا بسنه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.

وذلك لما فيه من إتباع للقواعد الشرعية التي تعمل علي حماية المجتمع، وسد أبواب الفتنة، وتمنع اي فعل من شأنه أن يخدش الحياء ويتنافي مع أخلاقيات المجتمع.

وفي إتباع ذلك وتباعد الصفوف بين الرجال والنساء في الصلاة تعظيما و تجليلا لعباده لله واتقدير واحتراما للوقوف بين يدي الله ، وحماية لشخص المرأة ومما قد تتعرض له من افعال تمثل خدش للحياء من قبل إصحاب النفوس الضعيفة.

و قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأي مرة أختلاط بين الرجال والنساء في الطريق عقب خروجهم من المسجد، فلما رآهم صلي الله عليه وسلم أرشد أن يسير الرجال في وسط الطريق و أن تسير النساء علي حافتيه، فعن حمزة بن أبي اسيد الانصاري عن ابيه أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال صلي الله عليه وسلم للنساء ( إستاخرت فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق) فكانت المرأة تلتصق بالجدار، وذلك تكريم و حماية المرأة من زحام الطريق بالرجال.

كما ان رسول اللّه كرم الله وجه قد خصص باب بالمسجد للنساء تقديراً لهم، فيجب عليكم الاقتضاء بأمهات المؤمنات.

فغير جائز أن تصلي المرأة بجوار الرجال إلا في وجود حائل بينهما فإن صلت بجوارة دون حائل فالصلاة باطلة عند الاحناف و مكروهة عند الجمهور.

وبعيدا عن خلافات الفقهاء فيجب الحرص و مرعاة للآداب العامه للشريعة وإخلاقيات المجتمع يجب عدم الاختلاط بين الرجال والنساء في صفوف الصلاة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا ، وَشَرُّهَا آخِرُهَا ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا ، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا).

فالتزام كل منهم بالمكان المحدد له شرعاً لما فيه من أعلاء لشأن المرأة و الحد من الظواهر المخالفة للشريعة وإخلاقيات المجتمع، و الحد أيضا من ظاهرة التحرش التي تتعرض لها النساء من قبل ضعاف النفوس.

وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والدعاء و صيام الشهر الكريم.