خط أحمر
الخميس، 24 أبريل 2025 01:28 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور السيد الخطاري يكتب .. مكة تجمع شتات العرب والمسلمين

خط أحمر

إن الأوضاع العربية الراهنة ليس من السهل الوصول فيها إلى توافق جماعي على قضايا قومية غاية في الأهمية ، فكلنا يعرف أننا نعيش مرحلة مفصلية في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية ، فوجب علينا أن نتعامل معها وفق الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بنا ، لذا جاءت دعوة المملكة العربية السعودية للمجتمع العربي والخليجي لعقد قمتين طارئتين تزامناً مع قمة دول العالم الإسلامي العادية ، والتي احتضنتهم مكة المكرمة نهاية شهر مايو الفائت ، والتي جاءت جداول أعمالها متخمة بالعديد من القضايا الخليجية والعربية والإسلامية ، حيث انعقدت القمة الخليجية والعربية على التوالى كقمتين طارئتين فرضتهما الأحداث التى شهدتها المنطقة.

وعلى الرغم من حساسية المرحلة الراهنة ومفصليتها ، فقد استطاعت المملكة وبكل اقتدار أن تجمع قادة الدول العربية في هذا الظرف الدقيق ، مما يدل على أهمية توقيت انعقاد القمم المتوائم مع شرف الزمان والمكان ، حيث شهدت التفاف القادة العرب حول ضرورة الحفاظ على أمنهم الجماعي الذي هو كلٌ لا يتجزأ ، فأكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أن تلتئم القمة العربية بهذا الحشد من القادة في وقت قصير من إطلاق الدعوة الكريمة ، وأكثر المتابعين تفاؤلاً أيضاً لم يكن ينتظر أن يتوصل القادة العرب إلى قرارات جماعية لم نشهد التوافق عليها منذ زمن ليس بقصير، مما يؤكد تأكيداً لا لبس فيه مكانة بلادنا وكلمتها القوية المسموعة في محيطها الإقليمي والإسلامي والدولي ، وهو أمر يزيد من فخرنا وعزنا بانتمائنا لهذا الوطن .

ومن وجهة نظري فقد جاءت دعوة خادم الحرمين الشرفين من باب حرص المملكة على أمن المنطقة وتجنيبها ويلات الحروب ، والحفاظ على مكتسبات مجلس التعاون الخليجي في ظل الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها ناقلات النفط على سواحل الإمارات ، والعدوان الحوثي المدعوم من إيران على بعض مضخات النفط داخل المملكة ، ورفض تدخلات إيران وتطويرها البرنامج النووي والذي يعد تحدياً سافراً للمواثيق الدولية والتهديدات الأمنية الإقليمية المستمرة منذ أربعة عقود .

كما حملت القمم الثلاث رسالة وحدة وتضامن عربي خليجي لمجابهة قوى الشر المهددة لأمن واستقرار دول المنطقة ، وبناء موقف متماسك سياسيًا وإستراتيجيًا فى مواجهة كل السيناريوهات المقبلة فى المنطقة ، ولا سيما مواجهة منسوب الخطر الإيرانى الذى يتزايد على دول المنطقة وإعادة إيران لحجَمها ووضعها ، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانية ورعايتها للأنشطة الإرهابية في المنطقة والعالم من تهديد للأمن والسلم الدوليين ، واستخدام كافة الوسائل لردع النظام الإيراني والحد من نزعته التوسعية ، مطالبة الجميع بالعمل لجعل العالم العربي مركزاً اقتصادياً وثقافياً مؤثراً في العالم.

وخرجت القمم الخليجية والعربية والإسلامية في ختام أعمالهم برسالة قوية مفادها التأكيد على تضامن وتكاتف الدول العربية في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بهدف زعزعة أمنها واستقرارها وتكثيف سبل التعاون والتنسيق بينهما لمجابهة المخاطر والتحديات التي قد تواجه دول المنطقة ، وعلى الرغم من رفض العراق إدانة طهران إلا أنني أري أن القمتين قد نجحتا بامتياز في تحقيق وحدة الصف الخليجي ، وحشد الأمة العربية في مواجهة التغول الإيرانى ، فضلاً عن التأكيد مجدداً على الحق الفلسطيني في مواجهة التعنت الإسرائيلي إزاء قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ، وقد أفصحت القمم الثلاث عن حرص القادة جميعاُ على إدانة الإرهاب ، والتصدي لكافة التهديدات ، ومد جسور التعاون لمواجهتها .

كما أتصور أن القمم الثلاث استطاعت أن تعكس الواقع الذى تعيشه المنطقة بشكل غير مسبوق .. الأمر الذى جعلنا أمام بيانات ختامية اتسمت بالوضوح التام حيث حددت المسار الذى من شأنه أن يصب فى مستقبل المنطقة بالكامل ، وفى تقديرى الشخصى فإن هذه القرارات المهمة التى صدرت عن تلك القمم سيكون لها مردود إيجابى فى المستقبل القريب على كافة الأصعدة الخليجية والعربية والاسلامية ، أتمناه قريباً غير بعيد ، حتى يدرك المجتمع الدولى قوة العرب والمسلمين حينما يلتفوا حول كلمة سواء .

السيد الخطاري مكة تجمع شتات العرب المسلمين خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة