يبدو أن لعبة السياسة التي امتهنتها قطر في استخدام الأشخاص وتوظيف قابلياتهم لخدمة أغراضها، فحولت بشارة من شيوعي سابق إلى لاعب سيرك تصدح حنجرته ومنصاته الإلكترونية بما تشتهي أهواء جماعة الإخوان الإرهابية ونظام الحمدين وحلفائهم الإيرانيين.

ونشر عزمي بشارة، مدير المركز العربي للأبحاث وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، تغريدة حاول فيها السخرية من قمم مكة المكرمة الطارئة الثلاث "الخليجية والعربية والإسلامية" التي استضافتها المملكة العربية السعودية.

وقال بشارة على صفحته بتويتر: "بقي أن يقترح مستشارو العلاقات العامة العناوين الدعائية التالية: احضر قمة تحظى بقمتين مجانا! أو ثلاث قمم بتذكرة واحدة"، لتنال التغريدة أكثر من 13 ألف تفاعل منذ نشرها، السبت".

تغريدة عزمي بشارة تكشف مسلسل جديد من الدور التخريبي الذي يؤديه عضو الكنيست الإسرائيلي تجاه الدول العربية والإسلامية، ليؤكد  أنه "عراب الفوضى" الأول في المنطقة، وبوق قطر وحلفائها لنشر خطاب الكراهية والإرهاب.

وأراد عراب الفوضى التطاول على قمم مكة المكرمة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولكن لم يناله سوى صفعات متتالية أعادته إلى واقعه وحجمه القزم، وكشفت عن خباثته وتآمره كما هي العادة، وكأنه أدمن أن تصيبه كلمات السعوديين بالصدمة وتعود على قصف جبهته!

خليجي.. قمة عربية وأنت جوازك إسرائيلي.. قمة إسلامية وأنت مش مسلم.. الحمار اللي بيمولك مش عارف هيك".

وقال فهد ديباجي في تغريدة عبر "تويتر": "نجاح قمم مكة وإجماع العرب والمسلمين وتجريم إيران وفشل قطر ومحورها في إحدث ردة فعل مساندة لمشروعهم أزعجه وجعله يجن جنونه".

كما رد مغرد آخر عليه بالقول: "انت إسرائيلي وضيع لم تعجبك قرارات القمة المتعلقة بالقضية الفلسطينية لأنك ضد أي قرار فيه مصلحة القضية".

كما علق حامد بردي: "يعجبني فيك أنك صريح وصادق مع نفسك ولا تحاول تخبي قذارتك وحقارتك عن الناس".

وكان بشارة قد تطرق في تغريدات سابقة للتوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، قائلا في تغريدات نشرها الأربعاء: "استراتيجية أميركا ليس الحرب بل محاصرة إيران لإجبارها على فتح الملفات من جديد. إيران أيضا لا تريد الحرب ولا الاستسلام للشروط، لكن لن تقبل أن تختنق بصمت، استراتيجيتها تدفيع الحصار وداعميه ثمنا وسوف تواصلها. قد يستمر هذا الحال حتى الانتخابات الأميركية القادمة".

وأضاف بشارة حينها: "هل يمكن أن تتدهور الأوضاع حتى الآن نوع التصعيد من نوع الاستراتيجية ذاتها: حصار تقابله علميات إيرانية تزعج الخصم. وحتى لو تدهورت الأوضاع إلى قصف سوف تمتص إيران القصف دون التدهور إلى حرب، ولن تقبل بإملاءات أمريكية بديلة للاتفاق. في النهاية التفاوض سيكون الحل الوحيد".

وقام عزمي بشارة بأدوار مضطربة ومثيرة للجدل كما هي سيرته الشخصية المتقلبة، حيث ابتدأ شيوعيا وتحول إلى قومي عربي خالص في دمشق، وصار يقدم نفسه بصورة العروبي الغيور على أمته ويعتبر نفسه جسرا بين فلسطينيي عام 1948 والأمة العربية.

وبدت أهداف الموساد اتفقت مع نزعات عزمي في القيادة الفكرية، حيث طُرحت له فكرة الرحيل إلى قطر ليمارس هناك طموحه وتأثيره وتخريبه للواقع العربي فكريا وإعلاميا وسياسيا وأمنيا بشكل أوسع وبإمكانات أكبر، بدعم من نظام الحمدين.

بداية الدور التخريبي لـ"بشارة" كانت مع ما يعرف بـ"أكاديمية التغيير"، التي كانت الذراع التخريبية لقطر والإخوان الإرهابية، لضرب وتمويل التطرف والإرهاب، عبر تشكيل فكر ووعي الشباب العربي على أسس الفوضى، انطلاقا من المقولة الوهمية في عالم السياسة: "إن بناء الدولة على أسس صحيحة يحتاج إلى الهدم تماما"، وهي تستند على ما يعرف بـ"استراتيجية حروب اللاعنف"، القائمة على هدم أركان ومرتكزات أي دولة.

وفي إطار محاولات تجميل الفكر التخريبي الفوضوي الممول من قطر والإخوان الإرهابية، تم تأسيس ما يعرف بـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، الذي يتولى بشارة إدارته، ويؤسس لنظريات الفوضى، عبر الالتفاف على النظريات والمناهج الأكاديمية، لإضفاء شرعية علمية وزخم معرفي على الأفكار الهدامة.

وعلى عكس ما كان يتمناه النظام القطري، جاءت قمم مكة الثلاث التي عقدت بدعوة من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمزيد من العزلة لتنظيم الحمدين، حيث أظهر ممثلي الإمارة حضورا خافتا، وسط مقاطعة شبة كاملة من الأطراف العربية والخليجية والإسلامية، بسبب دعم دوحة التطرف للإرهاب ورعايته في المنطقة.

في الوقت نفسه سخر تنظيم الحمدين ذبابه الإلكتروني للهجوم على القمة، التي أشاد بنجاحها زعماء العالم، خصوصا مع إعلانها التصدي لمحور الشر الإيراني، وتأكيدها على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، وأنه لا تنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.