السلام عليكم أكتب لكم أحبائي فى الله من أمام بيت الله الحرام والكعبه المشرفه ما أجمل نفحات العشر التى أقسم الله بها فى القرأن وأنزل سوره كامله عن أهم ليله وأعظمها أجراً وكيف لها ، وفضل هذه الليله يعادل فضل الف شهر .

قد سميت ليله القدر لأسباب عده منها أنها ليله عالية القدر والمكانه ومنها أنها الليله التى يبدل الله فيها أقدار العباد من كثره الدعاء ومنحة رب العالمين فى استجابته ومنها أنها ليله الإحتفال فى الأرض وأسماء بنزول الكتاب الاعظم والذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه دستور المسلمين إلا يوم الدين القرأن الكريم .

ربما هذه المعلومات ليست جديده على الكثير منا فلطالما سمعناها منذ نعومه أظافرنا فى مدارسنا من مدرسينا على مر مراحلنا الدراسيه وربما يتذكر البعض ماكانت تقصه لنا جداتنا من قصص عن فضل الصيام ومكانة شهر رمضان ونحن مازلنا صغاراً ولكن سبحان الله رغم أنى لست حديثه عهد بهذا المكان فقد من الله على بالعمره والحج عدداً ليس بالقليل ولكنى دائماً فى دهشه تمتزج بالشوق والفرحه كطفل سيذهب إلى أكثر الأماكن إستمتاعا لديه.

نعم مازلت طفله أحبو فى رحاب الايمان ولا ولن أجد سعادتى كما أجدها فى هذا المكان ومسجد الحبيب المصطفى فى المدينه المنورة ... الحرمين جزء منى ويشهد على انا والمسلمين من كل حدب وصوب سجاد الروضه الشريفه الذى إغتسل بدموع التائبين وستار الكعبه المتعلق به جموع السائلين .. ولكنى هذه السنه ظل يطاردنى سؤال ممتزج بالدهشه كيف لهذا اليتيم الضعيف الفقير المتواجد فى قريه صغيره ان يترك هذا الأثر اللا متناهى حتى الأن ؟ ... كيف لهذه الألسن المختلفه فى بلدانها وقاراتها وعاداتها بل وألوانها أن يطبقوا ما جاء به من آلاف السنين ؟ .

كيف لهذه العبرات فى اعينهم وهذه المسافات التى قطعوها من كل حدب وصوب أن تستمر رغم غيابه فى زمن اقام فيه قواعد رسالته بدون انترنت ولا وسائل تواصل اجتماعى ولا حتى قمر صناعى للتلفزه ، السؤال تكمن اجابته فيه انه الله والله فقط من بيده ملكوت كل شيء ويقول للشيء كن فيكون فرسولنا لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى علمه شديد القوى .

حينما قرأت كتاب العظماء مئه وأعظمهم محمد كان يجول بخاطرى أن أجد فعلا من العظماء الذين ساقهم الكتاب أمثال الفيلسوف نيتشه وأينشتاين وغيرهم من يقنعنى أنهم بما قدموه للبشريه عظماء على غرار سيدنا ورسولنا محمد ولكنهم جميعا جاء من بعدهم من أكمل وطور وأضاف لمسيرتهم إلا أنت يا قره عينى يا شفيعى فما أنزل عليك وحى ولا يقبل الزياده والنقصان .

فرب العزه سبحانه يقول إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون اللهم صلى على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وقدوتنا سيدنا محمد واله وصحبه وفى العشر أوصيكم بثلاث دعوات الاولى اللهم أنك عفو تحب العفو فاعفو عنى وهو الدعاء الذى وصى به رسول الله أمنا أم المؤمنين عائشه ما أجمل وأعظم أن يشملنا عفو الله والدعوه الثانيه اللهم ارزقنى الحسنى وزياده فالحسنى هى الجنه والزياده هى لقاؤه وحلاوة النظر إلى وجهه الكريم أما الدعوه الثالثه اللهم بلغنى ليله قدرك وأعطنى فيها على قدرك فما أعظم قدر يا الله ... فلا تكون محدود النظر وتطلب على قدرك إطمع فى قدر الله ذى الملكوت ،، بلغنا الله واياكم ليله القدر أحبكم فى الله وسأظل طفله فى رحاب الإيمان .