خط أحمر
الأحد، 20 أبريل 2025 12:57 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: إزاي تستريح نفسيا

خط أحمر

كثير منا لا يعلمون أن الشعور بالضغط لا يرتبط بالموقف أو المثير الضاغط، بقدر ارتباطه بقدرات وسمات ومهارات وامكانيات الشخص المستهدف بالموقف الضاغط، فقد نتعرض كمجموعة من الأفراد إلى موقف فقد عزيز علينا مثلا ، واذا رصدنا استجاباتنا كأفراد تجاه هذا الموقف الضاغط، ستجد دون ادنى شك تباين واختلاف كبير بين أفراد المجموعة ، في استجاباتنا السلوكيةوالانفعاليه، فبعض الأفراد ذوي الشخصيات التهويليه ، سيلجأون إلى استجابات ذات طبيعة تهويليه تضخيميه.

ويعملوا على رأي المثل من الحبه قوبه ، وهناك أشخاص تهوينين ، برغم إن الموقف الضاغط شديد وقوي جدا ، إلا انهم يستجيبون استجابات بسيطه لا تتناسب وهذا الموقف الضاغط أو ذاك.

كذلك هناك شخصيات وسواسية تهتم بالتفاصيل الصغيرة جدا، وهناك شخصيات تهتم بالموقف الضاغط ككل، بعيد عن التفكير في كل جزئية فيه، ولا شك إن كل هذه الشخصيات ستختلف عن بعضها البعض في التفكير المرتبط بالموقف الضاغط.

وكذلك اختلاف أساليب التعامل و المواجهه معه.. لكل مماسبق اشارت نتائج البحوث الإنسانية الحديثة إلى ضرورة إعادة كل منا لمفهوم نوعية حياته، ونوعية الحياة هو أسلوب كل منا في مواجهة أحداث العالم الخارجي من حوله، وكذلك كيفية تعامله مع إمكانياته الذاتية الشخصية إبان تفاعلاته مع الأخرين، فالشخص الذي تغلب عليه سمة الاستقلالية كنوعية حياة، سيكون بالقطع أكثر فعاليه من ذوي الشخصية الاعتمادية، والشخصيه الإقدامية سيكون أكثر إيجابية من الشخصية الإحجامية وهكذا.

ويسعدني أن أقدم لكم اليوم، بعض المؤشرات و النتائج البحثية الإقليمية والدولية، لكيفية الإقلال من حدة الضغوط التي قد تتعرض لها، وبالتالي الإقلال من حدة الشعور بالضيق والقلق، الذي قد يحول بينك وبين تحقيقك لكافة انجازاتك، سواء في مجال العمل ، أو المجال الأسري.. إلخ.

مع الأخذ في الاعتبار بالقطع أن مجرد الإهتزاز في جانب واحد من هذه الجوانب ، سيعقبه في الغالب اهتزاز بقية الجوانب الاخرى، ما تقولش إيه إللي جاب شغلي لبيتي، وايه إللي جاب تأثير مشاكلي في بيتي، على عملي وعلاقاتي مع رؤسائي ومرؤسي ، فالتأثر والتأثير متبادل ومتعدد الأطراف.

النصيحة الأولى ماتدخلش نفسك في إللي ماتعرفوش..

للأسف يوجد الكثير من الأفراد ، يفقتقدون التقدير الدقيق والموضوعي لقدراتهم وامكاناتهم الذاتية، وهذا الانعدام بالوعي قد يدفعهم غالبا الى اختيار واتخاذ قرارات ، تتسم بالاندفاعية نظرا لجهلهم بامكاناتهم الحقيقيةو من ثم تكون النتيجة معايشتهم لمشاعر الإحباط والشعور بالفشل، وقد ينتابهم بعد ذلك نتيجة لتكرار الفشل مشاعر النقص والعجز والشعور بالدونية.

وكل تلك الجوانب السلبية ، يمكن الإقلال من حدتها إذا وازنا وعادلنا بين قدراتنا وطبيعة المواقف التي سنتفاعل معها ونتأثر بها، على سبيل المثال لو إنت ماعندكش ملكه أو مهارة الطلاقة اللفظيه،يصبح لزاما عليك حينئذ الإبتعاد عن كافة المواقف التي تتطلب استخدامك لتلك المهارة..الى حين التدريب عليها ، لأن عدم مراعاتك لذلك سيجعلك تشعر بخيبة الأمل بينك وبين نفسك ، وبينك وبين كل من يلاحظك ويراقبك من الناس،

النصيحة الثاني: لا تبرر مالك الحق فيه..

لا شك أن الإنسان في تفاعلاته مع غيره، في حاجه إلى تبرير وتفسير مواقفه تجاه الأخرين..خاصة إذا كان هؤلاء الأشخاص لهم رصيد إنساني داخل نفوسنا، وعلاقتنا الإنسانية بهم تتطلب ذلك التفسير والتبرير، إلى هذا الحد يبدو الأمر منطقيا وموضوعيا إلا إنه في أحيانا كثيرة يحدث التبرير إلى أشخاص غرباء ولا يوجد بينك وبينهم أي رصيد من العلاقات و المشاعر الإنسانية الوطيده، هنا يصبح تبريرك لهم ضعف منك فاحساسك بالكسوف والخحل والحياء المرضي،وقد يعرضك لمثل هذا الموقف.

ووقوعك في العديد من المواقف التي تنتهك ذاتيتك ، لذا مطلوب منك الآن ودون أي ابطاء أو تردد،..أن لا تبرر لأحد كائنا من كان، سلوكك الطبيعي الذي من حقك القيام به، ولنضرب مثالا توضيحيا، زميل لك لا تربطك به إلا علاقات الزمالة السطحيه، ليس بصديق أو رفيق عمر أو دراسه أو عمل.. إلخ..

فاجئك بسؤال هو إنت بتحب مراتك ولا لأ...

أو سؤال اخر هو إنت عندك منافذ لتحسين دخلك المادي غير مرتبك ولا لأ ، أو سؤال آخر هو إنت إللي بتصرف على اخواتك الصغيرين بعد موت والدك الله يرحمه ولا إيه.

إن كل هذه الأسئلة السابقة شديدة الحساسية و الخصوصية تصبح الاجابه عليها وتبريرك وتفسير موقفك فيها.

غايه في الموضوعيه إذا كنت تتحدث مع أحد من أفراد أسرتك القريبين منك، لكل ما سبق لا تبرر ما لك الحق فيه، واجعل ردك علي المتطفلين الذين يريدون اجتياح خصوصياتك ، بالرفض وعدم التبرير والكلام ، إنه أسلوب أشبه بالحسم المرن، لأن كل الدراسات تؤكد إن بدايه الاضطراب النفسي، يأتي من تسليم كل إللي جواك لغيرك الذي لا تعرفه ، ويسيئ هذا الاخر في المقابل التخطيط ضدك، من بياناتك ومعلوماتك له.

خلاصة القول.. لا تفسر لأحد سلوك من حقك إن تسلكه أو قرار من حقك تتخذه...

النصيحة الثالثة..

لا تتهرب من مواجهة ازماتك لأن امعانك في الهروب منها سيزيد التكلفة السلبيه في مواجهتها فيما بعد، ولابد إن تتأكد إن خوفك من مواجهة الموقف الضاغط لا علاقه له بخطورة الموقف أو عدم خطورته.

وإنما بادراكك وتفكيرك للموقف، لذالك لا تقل لنفسك إني لا استطيع، لأن الحديث السلبي الداخلي للذات، قد يصيبك بالوهم والضعف الانفعالي وانخفاض الدافعيه، وبالتالي ضعف الاستجابات السلوكية ، وانطلاقا مما سبق لا تتحدث مع نفسك سلبيا، ولا تسمح لنفسك بالتواجد في معية الأشخاص السلبيين المحبطين، لأن التأثر السلبي بهم قد يدفعك للسقوط في دائرة الاحباط والفشل.

النصيحة الرابعة..

كن أنت ولا تكن غيرك.... صعب جدا إن تظل مشغول طوال الوقت بكيفية بناء الاخرين ودعمهم، وأنت بعيد كل البعد عن التاعطف مع نفسك التي بين جنبيك وبداخلك، لذلك لا ينبغي أن تجير على نفسك وتعنفها من أجل إرضاء الأخرين.

إذ كيف تقترب من الاخر وإنت بعيد عن نفسك ، وكيف تحب الأخرين وإنت تكره نفسك ، كيف تطبطب على الأخرين وإنت مخاصم ومزعل نفسك.

لكل ماسبق إنت مطالب ودون أي تردد أو تقاعس إن تشبع إنت لأنها نقطه انطلاق في اشباع ورضاء غيرك من الناس، وتتوافق معها ، إذا أردت إسعاد غيرك بعطائك لهم.

ولا بد أن تدرك وتعي وتعقل ، أن من أصعب الأمور على النفس و قد تسبب لك الضغط النفسي الشديد ، أن يكون طريق إسعادك غيرك، على اشلائك وبقايا أطلال ذاتك.

الدكتور فتحي الشرقاوي إزاي تستريح نفسيا خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة