المهندس السيد طوبا يكتب ... مصنع النوابغ


أتذكر مقولة شهيرة لعالمنا الجليل أحمد زويل رحمه الله عندما قال أن الفرق بيننا وبين الغرب أنهم يقفون خلف الفاشل حتى ينجح أما عندنا فنحارب الناجح حتى يفشل وأدركت عظمة هذة المقولة كلما بحثت عن أحد الناجحين فى بلادنا وهم كثر .
لكن تنفرد بلادنا بحزب أعداء النجاح فما أن يبرز أحدهم أو يلمع الا وتنصب عليه اللعنات وتنبرى الاقلام لبخسه حقه ويترصده رؤساؤه لافشاله وتسد فى وجهه كافة الابواب وكأنما اقترف كبيرة من الكبائر ويجب تطهير المجتمع منه والامثلة كثيرة .
لعل مركز تسجيل براءات المخترعين لافضل مثال على ذلك فالادراج تمتلئ بأبحاث واختراعات واكتشافات لو أحسن استغلالها لقفزت بلادنا قفزة نوعية واقتصادية أخرى ولو أن هناك هيئة مخلصة لربها وبلدها تبنت تلك الابحاث والاختراعات وسوقتها محليا وعالميا على الشركات المتخصصة لجنت منها الدولة مليارات الدولارات ولقفز الاقتصاد المصرى من الاستدانة الى التصدير فكم من العقول النابغة فكرت وابتكرت واكتشفت وكتبت أبحاثا أصبح مصيرها الحفظ والنسيان والارشيف
أما فى الغرب والدول المتقدمة فما أن ينبغ أحدهم أو تبدو عليه علامات النبوغ الا ويتبناه اساتذته وتحتضنه الشركات الكبرى ويدعمه المسئولين وتستفيد منه دولته وتجنى من ورائه أرباحا طائلة أما نحن فلدينا كم العلماء المصريين والعرب الذين قوبلوا بالصد والحرب والتجاهل فى بلادهم ... وما أن سافروا للخارج الا ونبغوا وتبنتهم مراكز الابحاث والجامعات والشركات وحصدوا من ورائهم الثروات لافضل برهان على ذلك وأتمنى أن تتفشى تلك الثقافة فى بلادنا فالنوابغ قلة لا تتعدى نسبتهم الواحد بالمائة ولكنهم يقودون الامة الى الامام لو أحسن استغلالهم