الشيماء يوسف تكتب: التحرش الجنسي ظاهرة مرضية


سبق لي وأن شاركت في حلقة تلفزيونية عن انتقام المتحرشين من الضحايا وما الأثر النفسي الذي يطال الضحايا والآن الظاهرة أصبحت أكثر مرضا وأشد خطورة لأنها تمس الأطفال وهذا شئ تقشعر له الأبدان وتجزع له الأرواح البشرية السوية الخالية من مثل هذه الأمراض النفسية والاجتماعية التي توغلت بشكل خفي ومخيف في ثنايا المجتمع.
والأكثر منه خوفا هو ظهور أصناف أخرى من المدافعين بحجة التستر على الجاني وما إلى ذلك والشريحة الأخرى التي اقحمت الدين في مثل هذه الحالات والدين براء تماما من هذه الشخصيات التناقض واضح ويدعو للتساؤل هذا حق مجتمعي لكن التعميم وجعلها ظاهرى وقياس مادي لمظاهر التدين إنها تخفي وارءها أشياء قبيحة وستار لهذه الأشياء هو أسوأ وأدني ما قيل في مثل هذه القضية أم عن هولاء المبررين لجريمة وقعت في حق الطفولة.
هؤلاء خطر كبير علينا والمشكلة إنهم ظهروا بكثافة كبيرة وشرائح عمرية مختلفة التستر وتبرير هذا الأفعال التي تحدث طواعيه وبتراضي من أصحابها وموافقة فيما بينهم أم التستر لا مكان له في الاعتداءات العلنية والانتهاكات الجسيمة للأفراد هذه تصنف، قانونيا إنها جرائم.
وهناك نقطة علمية أخرى أريد أن أوضحها سيكولوجيا ونفسيا، ولكن ما الذي يحققه التحرش التحرش الجنسي لهذا الشخص وغيره من المتحرشين... علميا إن ممارسة هذا الفعل تشعر المعتدي بلذة وقتية مرضية ليس فقط من لمس أنثي أو طفلة أو حتي راجل فالمريض بتحرش لا يفرق في نوع هو يهمه الفعل والخلسة وعادتا نرى الشباب يغازل الفتيات في الشارع العام بعبارات تحمل إيحاءات جنسية ومعاني فجة خادشة للحياء بهدف إثارة في نفسه
وتأتي هذه الأمور من فكرة القمع التي تعرض لها في فترة المراهقة والشباب فيجد سبيل خصب في الشارع العام أن يفرغ هذه الرغبة في أي مكان به أي تصور يراه مرضى له والأكثر مرض في المتحرشين بالأطفال أنه يشعر بالتفوق والقوة علي من لا حيلة له، فكلما انزعجت الضحية وأظهرت امتعاضها وتأذيها من هذا الفعل كلما شعر هو بمتعه أكبر.
ويؤكد علماء النفس أنه مايجعل الجاني يكرر هذا شعور الضحيه بالانكسار والضعف حيال رده فعله فيبحث عن أكثر النماذج لايمكنها البوح أن تكون ضحية تعمل في منزله أو مسكنه أو أي نموذج أضعف منه، أم عن رده فعل المجتمع الذي كان يتكتم هذا سابقا انتهي عهده والحلول فيما يأتي، إطلاق العديد من المبادرات التي يقوم بها المجتمع المدني والرسمي لمناهضة هذه الظاهرة.
عدم النظر إلى الضحية أنها الطرف الأضعف، تعزيز الواعز الديني، دور الأزهر والكنيسة، دور برامج التلفاز، والإذاعات والصحف الدور الإعلامي بتوسع، وأخيرا العقوبات القانونيه الرادعه ولاننسي أجهزه الأمان والمراقبة والكاميرات أصبحت ليست رفاهية بل ضروره واقعية مصورة للأحداث ومسجلة للواقعة ودليل دامغ علي المجرمين حتي لايفلتوا من العقاب .
هذه ظاهرة جماعية عالمية، نعم مخيفة ولكن التصدي لها وعدم دفن الرؤؤس في الرمال هو أفضل حل لردع المتحرش والحد من انتشار هؤلاء.