خط أحمر
الثلاثاء، 22 أبريل 2025 01:48 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

تحقيقات

تاريخ ممتد من العلاقة الحرام

باع الوطن بـ300 جنيه.. تفاصيل تجنيد بريطانيا لمؤسس الجماعة الإرهابية

خط أحمر

لماذا رفضت بريطانيا وإيران تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية تحرض على الكراهية؟ سؤال يدور في أذهان الكثير وهذا ما سيكشف عنه التقرير التالي.

هناك علاقة وطيدة بين حركة الإخوان المسلمين والغرب، منذ تأسسيها في مصر قبل 100 ‏عام، بهدف الدعم المالي والمساندة الدولية، حيث تلقى حسن البنا مبلغ ثلاثمائة جنيه على سبيل التبرع من المحتل البريطاني بمصر في ‏بدايات النشأة الأولى للتنظيم بدعوى بناء مسجد، ومن وقتها ‏ولندن تُسيطر على الجماعة وتعلم عنها ربما أكثر مما تعلمه ‏بعض الدول العربية، والأخطر أنها تُحرك التنظيم وفق أهدافها ‏في منطقة الشرق الأوسط.‏

وخطّط الإنجليز في إحتواء الحركة الوليدة والصاعدة بمصر في ‏ذات الوقت لم تنته بخروج قواتهم من مصر، وإنما إمتدت ‏لعشرة عقود تالية، حتى تباهت عاصمة الضباب بإحتضانها ‏مقر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في الستينات من القرن ‏الماضي ووجود أمينها العام على أراضيها بل وحصوله على ‏الجنسية البريطانية فيما بعد، وهو ما يحمل نفس الدلالة السابقة ‏من تبعية التنظيم للإمبراطورية البريطانية، وللمناسبه ظلّ ‏التنظيم على حاله وبقت بريطانيا على سياستها في إحتواءه ‏واستثمار وجوده وقوته في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما ‏يتماهى مع سياسة الإنكليز قديمًا وحديثًا في منطقة الشرق ‏الأوسط.‏

ولحركة الإخوان المسلمين جناحان أو مكتبان تصدر عنهما ‏القرارات التي تُسّير شؤون التنظيم العالمية سواء مكتب ‏الإرشاد في مصر أو التنظيم الدولي في بريطانيا، والذي إتخذ ‏من لندن مقرًا له؛ وبما أن مكتب الإرشاد والذي يُعد الأقوى ‏والأكثر تأثيرًا أغلق على خلفية الصدام بين التنظيم وقادته ‏والنظام السياسي في مصر والذي تشكل على خلفية ثورة 30 ‏حزيران "يونيو" من العام 2013، فتولى التنظيم الدولي قيادة ‏التنظيم بأكمله بما فيه مصر، وهنا أصبحت بريطانيا هي ‏صاحبة التنظيم الحقيقي وتُديره وفق ما ترغب أو يخُدم سياستها ‏في المنطقة العربية ووفق أهدافها الإستراتيجية.‏

ولم يكن تنظيم الإخوان المسلمين رهينة المخابرات البريطانية ‏فقط، وإنما باتت إيران وتركيا وقطر من أهم الدول التي تُحرك ‏التنظيم وفق أهدافها، وليس عجيبًا القول إن مخابرات هذه ‏الدول قد حصلت على عضوية التنظيم، وكلٌ منها يعقد ‏إجتماعات ثنائية مع التنظيم، ويُطلب من التنظيم إعداد ملفات ‏وتقارير تفصيلية عن حركته أو نشاطه المستقبلي أو قضايا ‏تخص وتمس الأمن القومي المصري، وهنا لا مانع لدى ‏الإخوان من التعاون مع أجهزة الإستخبارات هذه أو غيرها ‏مقابل أن تحقق أهدافها أو ما ترنو إليه أو مقابل وصول التمويل ‏الشهري المتفق عليه.‏

المصلحة هي المحرك الرئيسي لتنظيم الإخوان المسلمين ‏ومجموعاته الموجودة في الخارج، فكل منها يبحث عن المال. ‏ما يريده الطرف الأخر هو المعلومات والاغتيال المعنوي ‏لبعض الشخصيات التي تنتقد هذه الدول ودعمها للإرهاب، ‏فللجماعة شبكة كبيرة من اللجان الإلكترونية التي تستهدف من ‏خلالها الشخصية المصرية والنظام السياسي والخصوم في ‏العموم، كمحاولة للردع، على كل الأحوال بقي هذا السلاح في ‏يد الاستخبارات الغربية تستخدمه وقتما تشاء وبالكيفية التي ‏تُريدها وتُلبي حركة الإخوان المسلمين كل ما يُطلب منها في ‏هذا الشأن.‏

وعلى مدار أكثر من ثماني سنوات نجحت كل أجهزة ‏الإستخبارات في التعاون وتجنيد مجموعات الإخوان المسلمين ‏الموجودة في الخارج، بما فيها القيادات نفسها، وكثير منها كان ‏يَطْلب تمويلًا فيُعطى مقابل التبعية، وأصبحت المخابرات ‏الإيرانية رقمًا مهمًا في هذه المعادلة، لدرجة أنها تختار نوعية ‏التمويل والمجموعة التي تقدم لها ذلك، عندما اندفع عدد كبير ‏من قادة الإخوان المسلمين وشركائهم لطلب التمويل وتقديم ‏مقترح بالنشاط الذي يُدار ويُخدم في نفس الوقت سياسة طهران ‏في المنطقة.‏

طلب الشيخ محمد الصغير، عضو مجلس شورى حزب البناء ‏والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية وأحد قادتها ‏التاريخيين، دعمًا ماليًا لمركز حريات للدراسات السياسية ‏والذي يديره طارق الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة ‏الإسلامية وأحد أمرائها من إيران، غير أنها رفضت، فنجح ‏‏"الصغير" في تسهيل مهمة حصول "الزمر" على الدعم من ‏الدوحة بحكم علاقته مع د.يوسف القرضاوي.‏

ولعل الشيخ الصغير هو عرّاب التمويلات بحكم علاقته بمكتب ‏يوسف القرضاوي، وكونه مفتياً شرعياً لأخطر التنظيمات ‏الدينية، الجماعة الإسلامية، ولكونه نجح في صناعة مساحة من ‏العلاقات مع أجهزة الإستخبارات التي أشرنا إليها، وبالتالي ‏ساعده ذلك في تعيين نجله عبد الرحمن في قناة الجزيرة ‏مباشر، بينما أصبح نجله الثاني، عبد الرحيم، أحد أهم البارزين ‏في تسهيل مهمة شباب الإخوان وغيرهم من الشباب الذي ‏يرغب في القتال بمناطق الصراع وبخاصة في سوريا بجانب ‏جبهة النصرة، كما كان ينسق في وقت سابق مع أحد أخطر ‏قيادات الجماعة الإسلامية وعضو مجلس شوراها، رفاعي طه، ‏قبل أن يتوفى، هذه المساحة مثلت جسرًا جديدًا في العلاقة مع ‏المخابرات القطرية التي مازالت تدعم جبهة النصرة في ‏سوريا وتنظيمات أخرى في بعض البلدان العربية.‏

 

المساحة التي صنعها الشيخ الصغير لنفسه قربته من قيادات ‏الإخوان المسلمين بصوره لافته، وهو ما استفاد منه حتى بات ‏واجهة التنظيم أمام الإعلام وأمام أجهزة الإستخبارات الغربية، ‏كما بات بخطابه المتشدد العصا التي يضرب من خلالها تنظيم ‏الإخوان المسلمين النظام السياسي في مصر وخصومه.‏

مما يمكن قوله في فكرة تجنيد الإستخبارات الأجنبية للإخوان ‏المسلمين، أن الجماعة باتت هي المقبلة على إيجاد هذه ‏الروابط، وقد حاولت بعد طلب من الحرس الثوري الإيراني ‏جبهة أمين عام التنظيم السابق د. محمود حسين، تدريب قرابة ‏‏20 عضوًا من الإخوان على ما يُسمى بالأمن السيبراني، إلا ‏أن طهران تحفظت على الطلب، وهو ما دفع الإخوان لتدريب ‏هؤلاء الشباب في روسيا وألمانيا، وتم اختيار ألمانيا لأنها تمثل ‏قلب أوروبا وتمثل أيضًا أكبر تكتل مالي وخبراتي وعددي ‏للإخوان في القارة العجوز، كما أن حركة حماس، فرع التنظيم ‏في فلسطين، لها علاقات قوية مع الروس، فكان بمثابة مفتاح ‏لعلاقة قيادة التنظيم بالروس أنفسهم، وهو جزء من الإختراق ‏الإستخباراتي للألمان والروس معًا.‏

جماعة الإخوان المسلمين حاولت توفيق أوضاعها وبخاصة ‏إزاء القضايا الشائكة وعلاقتها بإسرائيل حتى لا تخسر الغرب ‏ولا أجهزته الداعمه لها، فلم تُمانع في سفر الإخوان المسلمين ‏لزيارة القدس بتأشيرة سفر إسرائيلية شريطة أن يأخذ عضو ‏الإخوان الجنسية التركية، وهنا تكون قد حققت الهدف من سفر ‏الإخوان المسلمين إلى القدس بتأشيرة إسرائيلية وإبتعدت في ‏نفس الوقت عن الإنتقاد، محملة ذلك لأشخاص حصلوا على ‏الجنسية التركية حتى ولو كانوا أعضاءً في التنظيم ومن أصول ‏مصرية.‏

وهنا تكون قد حققت رغبة غربية ومكاسب من وراء ذلك، ‏ورفعت الحرج عن نفسها في نقس الوقت وخرجت من المأزق ‏الشعبي والأخلاقي أمام ما تقوله ومخالفته لما تفعله! وهذا يُعد ‏بعدًا جديدًا في علاقتها مع أجهزة الإستخبارات الغربية.‏

 

قد لا تثق المخابرات الإيرانية في شباب الإخوان المسلمين، ‏وقد تفضل دعم المجموعات الجهادية مثل الجماعة الإسلامية ‏وتنظيم الجهاد الإسلامي وغيرها، كما أنها اختارت دعم اللجان ‏النوعية، الميلشيات المسلحة للإخوان في مصر من خلال ‏مجموعاته في تركيا، ولكنها في ذات الوقت تثق في قيادات ‏الإخوان ولديها روابط قوية بهذه القيادات، ولكن العلاقة أخذت ‏بعدًا من التمنع من قبل الحرس الثوري، الذي بدأ يختار ‏المجموعات التي يدعمها داخل التنظيم، نظرًا لوجود طلبات ‏تمويلية كثيرة.‏

كما أن إيران مثل غيرها من الدول الغربية حصلت على كم ‏هائل من المعلومات عن هذه التنظيمات ووظفتها، وانتقلت من ‏مرحلة الحصول على المعلومة إلى توظيف أكبر تنظيم سني ‏خرج من عباءته كل جماعات العنف والتطرف في المنطقة ‏العربية، وحتى تكون صاحبة الدور الأبرز في استثمار ‏الجماعات الدينية المؤدلجة في المنطقة العربية حتى ولو كانت ‏من خلفية سنّية.‏

القرار داخل تنظيم الإخوان المسلمين أصبح رهينة ‏الاستخبارات الأجنبية التي أشرنا إليها، وهو ما يفتح الباب أمام ‏ضرورة إعادة قراءة التنظيم من جديد وفق المعطيات المشار ‏إليها، ووضع ملامح الجماعة الجديدة بشكل استشرافي في ظل ‏وضع جديد لأكبر التنظيمات الدينية ليس من خلال إنتهاجها ‏للعنف ولكن من خلال عمالتها أيضًا لأجهزة الإستخبارات ‏الغربية. ‏

اخبار سياسة الاخوان ابراهيم منير بريطانيا خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة