ترعرعنا سويا منذ نعومة أظافرنا وتلازمنا فى مراحل التعليم من ابتدائى لاعدادى لثانوى وبالرغم من افتراقنا فى الجامعة حيث درس الطب ودرست الهندسة الا أن ذلك لم يفرقنا يوما فكان يزورنى فى كليتى وأزوره فى المشرحة بكليته وتشاء الاقدار أن تجمعنا للعمل معا فى السعودية بمدينة جده وحتى بعد عودتنا الى مصر لم يمر أسبوع الا ويسأل عنى وأطمئن عليه فقد كان قمة فى الاخلاق والوفاء وصون العشرة وقد ابتلاه ربه بامتحان قاس فبعد أن رزقه الله بطفلين ملآ حياته بهجة وسرورا الا أن الاكبر اصيب بمرض نادر فى مرحلة الصبا ذبل بعدها وتوفاه الله ثم ابتلاه الله فى ابنه الثانى بنفس مرض أخيه وأيضا توفى الى رحمة الله ولم أجد منه الا الصبر واحتساب الثواب عند الخالق وحاول مرة ثالثة فى مرحلة الكبر ورزق وزوجته الفاضلة بطفل ثالث سميته بنفسى عبد الله وهبه الله الصحة والعافية

وتعودنا أن نجتمع كل رمضان لنفطر سويا فى منزل رفيق دربنا الثالث وبعد تأكيد الموعد الخميس الماضى سافرت خصيصا لمقابلة أعز وأفضل اصدقاء العمر ولكنه أخلف موعده هذه المرة وذهب للقاء ربه وعوضا عن الافطار السنوى مع أصدقاء الطفولة ذهبنا لوداعه ولا نملك الا التسليم بقضاء الله وقدره واحتسابه عند الخالق فقد فاضت روحه الطاهرة فى نهار رمضان وقبل وصولى للاسكندرية لينقلب الفرح الى مأتم وانا لله وانا اليه راجعون فقد كان الاخ والصديق والناصح الامين دون أدنى مصلحة ورب أخ لم تلده أمك فقد كان رحمه الله مثالا للامانة والصبر والخلق الرفيع تعودنا على المضى سويا فى معترك الحياه ولكنه سبقنى هذه المرة للقاء ربه وانى ان شاء الله به للاحق

فوداعا صديق العمر يا أعز الناس وان القلب ليحزن والعين لتدمع وانا على فراقك لمحزونون والى جنة الخلد باذن الله.