فريهان طايع تكتب..زواج القاصرات والعادات والتقاليد التافهة


كثيرا ما تتدمر حياة فتيات بحجة الستر عليهن و كأن الزواج هو الباب الوحيد للستر .. هل عندما تتزوج قاصرة يكون سترا لها ؟ .. بينما الحقيقة مؤلمة للغاية بسبب التقاليد الجاهلة تدمرت حياة الكثيرات ،تركن مقاعد الدراسة للالتحاق بمؤسسة الزواج اللاتي لا يعرفن عنها شيء ،غيرهن لازلن يلعبن بدمية ،لازلن يحلمن أن يصبحن طبيبات أو محاميات في المستقبل ،لازلن تحت المسؤولية و الرقابة و العناية ،لكن الواقع المؤلم و جهل الأب و الأم ولد الكوارث و المصائب ،الجهل في العقول حكم على مستقبل الكثيرات بالدمار و التشتت و التفكك و الانحراف حيث تصبح مؤسسة الزواج المقدسة جحيم في عين قاصر لازالت تريد أن تعيش مثل من في سنها و حبل مشنقة مسلط على عنقها .
زواج القاصرات جريمة من أبشع الجرائم التي لازالت تحدث ،تعود فتاة صغيرة من المدرسة و هي سعيدة بعودتها لتجد أمها تخبرها بأنه حان الوقت لتتزوج وأن الفتاة مصيرها بيت زوجها وأن الزواج سترا لها لتندهش هذه الفتاة التي لازالت لا تفهم شيء عن الزواج و لا زالت طفلة تريد أن تلعب و لم تحلم بعد بزوج و فارس أحلام هي تريد فقط أن تطير في عالمها الطفولي .
تحطمت حياة العديد من الفتيات بسبب زواج القاصرات و تحول ربيعهم لخريف وشتاء وعاصفة زلزلت كل ما هو جميل خاصة الفتيات السوريات بسبب الحرب حيث استفحلت ظاهرة تزويج القاصرات واستغل رجال الاردن وضع الفتيات السوريات للزواج بهن دون السن المسموح بها ،هذه الظاهرة تهز كل العالم ليقف ويتضامن معهن ،لازالت الطفولة مسلوبة ،لازال الأطفال يعانون من الظلم ،طفلة يا عالم ليس مكانها الزواج و البيت بل المدرسة .
من شروط الزواج الرضا و السن لكن القاصرات يتزوجن بالإكراه أليس هذا اغتصاب و بأبشع الطرق التي تجردت من الإنسانية ؟ .. وأليس هذا الذي يدعى نفسه زوج سفاح ؟ .. هل من قلة النساء في المجتمع ليختار زوجته قاصر؟ .. هل لعقل أن يصدق كيف يفكر هؤلاء الوحوش الذين تجردوا من ضمائرهم و سرقوا الطفولة ؟ .