أظهرت وثائق دبلوماسية مسربة، كشف النقاب عنها موقع “جلوبال ووتش اناليزايس” الفرنسي في تقرير له ، حالة القلق التي تسود التنظيم العالمي لجماعة الاخوان الإرهابية، من توجهات الولايات المتحدة الامريكية لإدراج الجماعة على القائمة الامريكية للمنظمات الإرهابية.

وتكشف الوثائق عن أجواء الهلع والفزع التي سادت الجماعة ،عقب التقرير الذي اصدرته لجنة الامن القومي في الكونجرس الأمريكي يوليو 2018بعنوان “التهديد العالمي للإخوان المسلمين ” وبتكون من 90 صفحة اعتبر ان الجماعة بأفرعها المنتشرة في اكثر من 70 دولة منظمة إسلامية متطرفة تمثل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.

وأشار الموقع الاخباري الفرنسي إلى تعالي وتائر حالة الخوف في أوساط حلفاء الاخوان الإرهابية في الدوحة وانقرة مبينا ان جهازي المخابرات في كل من قطر وتركيا عقدا سلسلة اجتماعات لبحث العواقب المحتملة ،عقب اعلان المتحدثة باسم البيت الابيض نهاية ابريل العام الماضي ان إدارة الرئيس الامريكي السابق ترامب تدرس تصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية.

• تعليمات بتأمين أرشيف (الاخوان) وأجهزة الحاسوب في مقارهم بأوروبا

ولفت موقع جلوبال ووتش انه لم يحدث قط أن ساد مثل هذا الذعر في أوساط الاخوان قبل هذين التطورين اللافتين في توجهات الولايات المتحدة ، للدرجة التي حدت بعدد من القيادات الاخوانية لإطلاق تهديدات بالانتقام، وهو ما يشكل خروجا لافتا عن الخطاب المألوف للجماعة عن ان التوجهات الامريكية الجديدة جزء من حملة يقودها اليمين الديني المتطرف في أمريكا ضد الإسلام.
وتضمنت الوثائق المسربة للموقع الاخباري الفرنسي تقارير استخبارية وحصيلة لقاءات لدبلوماسيين أوروبيين مع رموز قيادية من جماعة الاخوان الإرهابية ومقربين منهم مثل خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية ورئيس حزب العدالة والبناء، الذي يعد الواجهة التنظيمية لجماعة الاخوان في ليبيا ،ومع القيادي السابق في تنظيم القاعدة عبد الحكيم بلحاج الذي يرتبط بصلات وثيقة مع الجماعة .

وكشفت احدى الوثائق عن ان جهازي المخابرات التركية والقطرية عقدا خلال شهر مايو العام الماضي عدد من الاجتماعات في الدوحة، لبحث احتمالات وعواقب اقدام ادارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب على اتخاذ قرار يقضي بادراج جماعة الاخوان الإرهابية على القائمة الامريكية للمنظمات الإرهابية.

وتقول الوثيقة ان عدد من القرارات الاحترازية صدرت عن اجتماعات المسؤولين في المخابرات القطرية والتركية من بينها تعليمات لكبار قادة الجماعة الإرهابية في أوروبا، بالمسارعة بإصدار توجيهات، لكافة المنظمات والجمعيات المرتبطة بالجماعة من اجل تأمين ارشيفها وأجهزة الحاسوب تحسبا من اية تداعيات مفاجئة.

• تهديدات بالانتقام والمخابرات التركية القطرية تعقد اجتماعات لبحث العواقب المحتملة

وتضمنت وثيقة اخرى تحذيرات لاجهزة الامن الغربية من تهديدات اطلقها عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس القيادي السابق في تنظيم القاعدة والمقرب حاليا من جماعة الاخوان الإرهابية خلال لقاء سابق له مع دبلوماسي غربي في اسطنبول ، اذ اعتبر بلحاج تقرير لجنة الامن القومي في الكونجرس الامريكي بمثابة “اعلان حرب” من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة على الاخوان المسلمين، منبها الى ان اتخاذ الادارة الامريكية قرار من هذا القبيل سيكون له عواقب وخيمة وعمليات انتقام في المنطقة بما في ذلك داخل ليبيا.

واحتوت احدى الوثائق المسربة للموقع الاخباري الفرنسي على تفاصيل لقاء جمع بين خالد المشري والدبلوماسية الامريكية ستيفاني وليامز، التي يعرفها منذ ان كانت تتولى مهام القائمة باعمال السفارة الامريكية في ليبيا قبل ان يتم تعينها لاحقا نائبا للمبعوث الاممي الى ليبيا غسان سلامة للشؤون السياسية .

واوضحت الوثيقة ان المشري طلب من وليامز توضيحات حول التوجهات الامريكية ازاء جماعة الاخوان الإرهابية ، معربا لها عن استهجانه لما تضمنه تقرير لجنة الامن القومي التابعة للكونجرس الامريكي وحذر من مغبة عواقب وخيمة قد تترتب على ادراج جماعة الاخوان الإرهابية على القائمة الامريكية للمنظمات الاجنبية الارهابية

واشارت البرقيتين الى ان التهديدات التي صدرت من المشري وبلحاج تظل في الوقت الراهن في مستوى التهديد اللفظي ، لكن في حال قررت الادارة الأمريكية تصنيف جماعة الاخوان كمنظمة ارهابية ، فان الاوضاع ستكون مفتوحة على العديد من الاحتمالات من بينها تحويل الجناح المسلح لجماعة الاخوان الكلمات الى افعال.

يشار الى ان تصنيف أمريكا لجماعة الاخوان كمنظمة إرهابية سيلحق ضربة موجعة ليس للإخوان فقط، بل بالحركات والمؤسسات التابعة لها، كما سيقوض دورها المالي والاقتصادي ويقضي على آمالها في العودة مجدداً للسلطة في العالم العربي والإسلامي.

ومرت محاولات إدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية في أمريكا بمراحل زمنية متعددة ، منذ يوليو 2014 حينما تم تقديم مشروع قانون بهذا الخصوص ، وفي نوفمبر 2015 قدم النائب تيد كروز مشروع قانون مماثل، وفي 2016 وافقت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي، على مشروع قرار يدعو الإدارة الأمريكية إلى إدراج جماعة الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية.

وطرح الرئيس الأمريكي السابق ترامب ، تصنيف الاخوان منظمة إرهابية ضمن شعارات حملته الرئاسية 2016 ، وبداية 2017 قوبلت محاولات ترامب بإصدار قرار تنفيذي بهذا الخصوص ، بمعارضة من وزارتي الخارجية والدفاع، بعد ذلك قدم وزير الخارجية بومبيو مشروع قانون إلى الكونجرس لإدراج تنظيم الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية أجنبية تهدد المصالح الأمريكية.

وفي مايو من العام الماضي عادت للواجهة مجددا، فكرة إدراج الولايات المتحدة لجماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بعد تصريحات للمتحدثة باسم البيت الأبيض سارا ساندرز قالت فيها إن الرئيس السابق ترامب يبحث القضية وفق مسار داخلي مع فريقه للأمن القومي، كما بحثها مع قادة آخرين يشاطرونه القلق من تنظيم الإخوان.

ومنذ يومان تقدم أحد أعضاء الكونجرس بمشروع لإدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية المر الذي أصاب قيادات الجماعة والتنظيم الدولي لها بالهلع مرة أخري .