جمعه قابيل يكتب .. تامر مرسى صح


قد يصدمك العنوان اذا كنت ترى غير ذلك ولذلك اكرر لك القول .. تامر مرسي صح ... ببساطه تعالى نحسبها بالمنطق وبدون فلسفه .. الدراما المصريه عاشت فترات مختلفه .. وطبعا كانت فى عز مجدها وريادتها حينما كان الإنتاج مباشر .. بمعنى حينما كانت الدوله هى التى تنتج بنفسها حتى قبل انشاء مدينة الإنتاج الإعلامي وقطاعات ماسبيرو الإنتاجية ..
وجميعنا يتذكر كم الأعمال الدرامية الرائعه من مسلسلات اجتماعبه ودينيه وتاريخيه وأطفال وفوازير وغيرها التى كانت تعرض بتليفزيون مصر وبكل قنوات الدول العربية ..
واستمرت الحاله الفنيه المصريه فى الصداره لسنوات طويله .. وكانت كل القنوات الخليجيه تحديدا تتنافس لشراء وعرض المسلسل المصرى وبأسعار جيده تغطى التكاليف بكثير ..
ولكن وبكل صراحه بدأ سلم التراجع والفشل مع بداية ماسمى وقتها بالمنتج المنفذ .. !!
بمعنى ان منتج القطاع الخاص ياخذ المسلسل مقاوله من ماسبيرو بميزانيه محدده .. وبالطبع ينفذها بأقل تكلفه حتى يستفيد اكبر استفاده .. وطبيعى تتردد الاقاول انه يفيد الجالسين على الكراسي وأصحاب قرار اختياره كمنتج منفذ بشكل او باخر .. !!!
وهذا الأمر كان معروفا للجميع وقتها .. ولكن كان هناك ايضا اتفاقا ضمنيا على الصمت وخلى السبوبه تعدى !!
الكارثه انهم بعدها اخترعوا شكلا مختلفا او بمعنى اوضح وسعوا دايرة المكاسب بإطلاق مسمى المنتج المشارك .. وهنا حدث ولا حرج .. وكله على حساب مزيد من ديون صاحب المحل او ماسبيرو المسكين وقطاعاته .. ونفس الحال حدث مع مدينة الإنتاج الإعلامي وصوت القاهره !!
ولمن لا يعرف يعنى ايه منتج مشارك اقولك
كان اى منتج محظوظ او اى مؤلف صاحب قلم سليط وضمير غائب او اى مخرج او فنان له علاقات هنا وهناك .. المهم احد هؤلاء يأتى بالمنتج ليشارك قطاعات ماسبيرو فى إنتاج اى مسلسل ..
ويحدث الآتى:
يتم الاتفاق بين ماسبيرو والمنتج على ان ميزانية المسلسل مثلا 10 مليون جنيه ..
يعنى مفروض على الورق كل طرف يدفع 5 مليون ..
ولكن المنتج المحظوظ يكلف المسلسل 4 مليون او أقل .. وبالتالى يكسب مليون قبل ان يبدأ من فلوس ماسبيرو .. بالاضافه طبعا الى نصف ارباح المسلسل لو تم تسويقه للقنوات العربيه خاصة دبي او الرأى أو غيرها ممن تدفع بالعملة الصعبه ..!!
يعنى بوضوح المنتج كان مبيدفعش جنيه من جيبه ويكسب من كل اتجاه هو ومن مرر له العمل بميزانيه كبيره من معدومى الضمير اياهم ..!!
والكلام ده حقيقة واضحه ومعروفه للجميع ولا ينكرها اى وطنى شريف او محترم ..!!
المهم انه للاسف معظم المنتجين المشاركين فى الانتاج استسهلوا الحكايه وفضلوا يخفضوا فى التكاليف علشان يكسبوا اكتر .. فاختاروا ارخص وأسوأ العناصر بداية من الورق ومرورا بالنجوم واللوكيشن والإخراج وغيرها ..
وبالتالى وجدنا الكبار اسامه انور عكاشه وجلال عبد القوى ومحمد فاضل وانعام محمد على وغيرهم يجلسون فى بيوتهم .. ليصعد مكانهم معدومى المواهب والضمائر بمساعدة موظفين مرتشبن سيحاسبهم الله على مافعلوا فى الدنيا والآخرة أشد الحساب ..!!
وطبعا تراجع مستوى الدراما المصريه أمام السوريه والتركية والكوريه وحتى الخليجيه ..
ومن هنا تراكمت الديون أكثر على ماسبيرو .. بسبب ميزانيات المسلسلات التى تضاعفت قيمتها رغم ضعفها الفنى والفشل فى تسويقها بالداخل او الخارج .. !!
وطبيعي تكون النتيجة خسائر متتاليه مع كل مسلسل يتم إنتاجه بهذا الشكل العجيب ..!!
والاعجب كان قرار مدينة الانتاج ومعها قطاعات الإنتاج بماسبيرو بالتوقف عن الإنتاج..رغم ان وظيفتها هى الانتاج .!!
وكان الأفضل العوده لنظام الإنتاج المباشر وبتكلفه محدده خاصة فى ظل توافر كافة العناصر من ستديوهات وكاميرات ومونتاج ولوكيشن وغيرها بالاضافة للطاقات البشريه بالمبنى ومعظمهم مواهب لا تحتاج الا لفرصه حقيقيه ..
ومن هنا كان مهم جدا اتخاذ القرار الصعب .. وهو الاعتماد على اى جهة اخرى غير فلوس الدوله .. وبمعنى أوضح لا مجال لمزيد من الخسائر للمدينه وماسببرو فى أعمال لا يراها ولا يشتريها احد ..!!
ولذلك أعود للعنوان وأؤكد أن تامر مرسي صح .. صح لانه نجح فى تحريك السوق الدرامى ونافس بقوه الكيانات الكبرى خاصة mbc بكل قدراتها الماديه .. والأهم انه لم يكلف الدوله وخصوصا ماسبيرو شيئا بل اهدى قنواته بعضا من هذه الأعمال بلا اى مقابل !!
تامر مرسى صح لانه رجل المرحله وراهن على النجاح ونجح بكم أعمال وإعلانات وشاشات تابعها الجميع .. نجح الرجل وحقق المعادلة الصعبة منفردا رغم كل ما يقال حول المستوى الفنى هذا العام وهذا أمرا آخر نناقشه فيما بعد خاصة ان غيره لم يقدم فنا أفضل منه ..!!!
تامر مرسى صح لانه لم يكلف ماسبيرو مزيدا من الديون وهذا هو الاهم والمهم .