عند استعراضى لبعض القنوات التى تعرض أفلام زمان استوقفنى فيلم الزوجة الثانية بطولة النابغة صلاح منصور وشكرى سرحان وسعاد حسنى وسناء جمیل وبالرغم من مشاهدتي لهذا الفيلم مرات عديدة الا .

اننى وكل مرة ألحظ ناحية جمالية لم أرها من قبل فهذا العملاق صلاح منصور قد جسد دور العمدة الطاغية والذى اعتقد أنه بسلطانه وجبروته وعلاقاته بالسلطة يستطيع تحدى شرع الله ويقوم بتطليق امرأة من زوجها ليتزوجها هو فى نفس اليوم مستخدما أبشع وسائل السطوة والجبروت ولكن الله سبحانه وتعالى أذاقة كأس الذل والهوان والضعف ليري بأم عينيه تدهور مملكته وزوال نعمته وصحته وهو مشلول لا يقدر على شئ وفى النهاية يموت الطاغية وينتصر الحق وتعود الحقوق المهنوبه .

لأصحابها ويذهب هو لملاقاة ربه مصحوبا بلعنات المظلومين والعمل ككل مقطوعة موسيقية في غاية التناغم والروعة وأداء الممثلون فى غاية العبقرية وبمقياس العصر الحديث فان صلاح منصور يستحق جائزة الاوسكار على إتقانه دور الطاغية المتكبر على نعم الله وطوال مشاهدتي لهذا العمل الرائع للمرة العشرون ربما لم يخدش حيائي لفظا خارجا أو سبابا أو إيحاءات جنسية أو عرى مما تزخر بها أفلام الوقت المعاصر وان كان قد فات أوان تكريم أبطال هذا العمل الفذ فأتمنى من القائمين على الثقافة فى بلادنا تكريم فريق العمل أو أبنائهم أو أحفادهم .

السينما المصرية تزخر بأعمال عظيمة تستحق أن يعاد تكؤيمها وتقديمها للاجيال الحالية مثالا على الرقى والعظمة والبلاغة والتحضر فالفن رسالة عظيمة ومؤثرة وأفضل من عشرات الخطب والمواعظ.... أظهروا للاجيال المعاصرة تاريخنا الزاهي ليتعلموا ويرتقوا بأذواقهم ويعرفوا الفرق بين الغث والسمين