جمال رشدي يكتب: الأهلي والزمالك أبطال الكأس


أقيمت منذ أيام قليلة المباراة النهائية لكأس أبطال أفريقيا بين الفريقين الأكبر والاقوي في أفريقيا الأهلي والزمالك ، لعب الزمالك وكسب الأهلي وفازت مصر بالكأس، نجح الجميع ولم يخسر احد ، أدي الفريقان مبار كبيرة فقد تفوق الزمالك فنيًا واستحوذ علي الكرة، وانتصر الأهلي تكتيكًا وكسب الكأس، اثبت الزمالك انه يمتلك جيل من الكبار الذين يمتلكون ثقافة البطل وهم من أفضل العناصر الفنية علي مستوي أفريقيا.
ولكن هناك روح الفانلة الحمراء التي لا تعرف إلا الإصرار علي الفوز حتي لو كان مرتديها ليس الأفضل فنيًا، لقد وفق مجلس إدارة الأهلي عندما اتخذ قرار بتعيين موسيماني الجنوب أفريقي مديرًا فنيًا للأهلي في هذا التوقيت الصعب الذي ترك فيه المدير الفني السويسري فايلر الإدارة الفنية فجأة.
قرار صائب للغاية لان موسيماني مدرب له تاريخ كبير في القارة الافريقية فهو مدرب لعدة فرق جنوب افريقية و لمنتخب جنوب أفريقياً وحقق انجازات كبيرة مع فريق صن داونز منها بطولة أبطال أفريقيا 2016 وكأس السوبر الأفريقي ً2017 وعدد من مرات الفوز بالدوري والكأس.
فالرجل يمتلك الخبرات الكافية في كيفية التعامل مع المباريات الكبيرة وبالذات مباريات البطولة وهذا ظهر جليا في قيادته للمباراة مع الزمالك فهو قارئ جيدا لمستويات الفرق ونقاط القوة والضعف ويعلم أن عناصر فريق الزمالك الاقوي فنيا وبدنيا وعرف كيف يغلق المساحات أمام مفاتيح قوة الزمالك ولم يعتمد علي اللعب المفتوح لان ذلك ليس في صالح الأهلي فنيًا أو بدنيًا واعتمد علي ثقافة الترويض ورد فعل الصعق " اللدغ" وقد نجح بامتياز في الفوز بالمباراة ومن ثم الكأس.
وكان فريق الزمالك هو الأكثر انتشار واستحواذ لكن لم يستطيع اختراق خطة مدرب الأهلي نحو الوصول إلي مرمي الشناويً إلا مرات قليلة جدًا منها الهدف الرائع الذي أحرزه الموهبة المصرية شيكابالا، وكان علي الموعد الموهبة المصرية الاخري اللاعب مجدي قفشه، عندما رد بهدف هو الأجمل علي مدار تاريخ البطولة الحالية، والأفضل من كل هذا الروح الرياضية بين عناصر الفريقين داخل وخارج الملعب الذين ساهموا بإخراج مشهد رياضي محترم باسم مصر.
وعلي إدارة الزمالك الجديدة أن تحافظ علي قوام وعناصر ذلك الفريق لأنه قادر علي الفوز ببطولات كثيرة خلال الأعوام المقبلة، بجانب ذلك هناك انجازات لمجلس الإدارة السابق بقيادة المستشار مرتضي منصور في مجال الإنشاءات والبنية التحتية والأنشطة الاجتماعية والألعاب الرياضية الجماعية والنظام داخل أروقة ومنشاءات النادي، كل ذلك لابد أن يتم المحافظة عليه والاستكمال من حيث انتهي الامر.
أما مجلس إدارة الأهلي بقيادة الأسطورة الكروية الكابتن محمود الخطيب، فقد حقق انجاز تاريخي ليس لمجلس الإدارة فقط، بل الانجاز هو تكريم وأنصاف لجيل محمود الخطيب الذي كان من أعظم أجيال كرة القدم المصرية وله دور بارز وقوي في ترسيخ ثقافة الانتصار والبطولة داخل جدران النادي الأهلي، ومن ثم للأجيال المتتالية والمتلاحقة للنادي.
وكل هذا لا ننسي المنتخب المصري فهو الفائز بقوة من المباراة النهائية، لما يمتلكه الفريقان من لاعبين دوليين علي اعلي مستويات الأداء الفني والبدني، والذين سيكون لهم دور كبير في المنتخب مع باقي زملائهم خلال السنوات المقبلة.
وقبل أن اختم مقالي أتمني أن يقود الناديان الكبيران الأهلي والزمالك ثقافة الصناعة والاستثمار للرياضة المصرية ، وليس فقط ثقافة رفع درع الدوري أو الكأس، لأننا ما زلنا إلي الان ندور داخل دائرة ضيقة للغاية، لم تثمر علي أي نجاحات استثمارية يكون مرددوها علي الوطن مصر، فما زلنا نلهث وراء اللاعب الموهبة لكي ندخله داخل جدران النادي ليقف طموحه عند شرف حمل اسم فانلة النادي، ولم نسعى إلي صناعة الموهبة والتي تزخر بها حارات وشوارع مصر، لكي نثقلها ونعدها ونصدرها للخارج لتكون عامل استثماري مالي للوطن مصر، كما تفعل الرياضة في كل دول العالم.