خط أحمر
الأحد، 20 أبريل 2025 08:19 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

محمد محفوظ يكتب: ”جزمة” تحية كاريوكا أَم محمد رمضان؟! 

خط أحمر


حقًّا لم يكن أبدًا ابن حلال؛ فاللقطة دائمًا هي هدفه الوحيد، فلا تتعجب حينما تجده في أماكن عديدة للحفاط عليها محطمًا أمامه كل القيم والأعراف والتقاليد!

فتارةً تجده بين الثوار في ميدان التحرير ثائرًا ضد النظام، وتارةً أخرى تجده مستترًا في عباءة الوعَّاظ، وتارة ثالثة تجده بين صفوف المعزيين ليأخذ عزاء مبارك ليشعرك دون أن تجهد نفسك في التفكير أن هدفه الأساسي هو (الشو) وأخذ (اللقطة) إياها التي تجعله حديث الجماهير.

فاللقطة دائمًا هي عنوانه، و(الشو) الزائف هو شعاره، وإذا نظرت إليه وهو ذاهب إلى أسوان بطائرة خاصة وبالجلباب الصعيدي ستجد اللقطة نفسها هي التي تتحدث عنه ليصف نفسه من خلالها بالأسطورة ونسر الصعيد، والواقع يؤكد أنه أبعد كل البعد عن شهامة وكرامة أهل الصعيد.

فمن أجل هذه الشهرة الزائفة ليس لدى (بلطجي) السينما المصرية مانع من فعل أي شيء، فأحيانًا يكون الشبع بعد الجوع عند البعض مسببًا له بعض العقد، وأهمها هي عقدة النقص، ولذا يحاول أن يشتري أي شيء بماله الزائل، ولكن كما يقول الشاعر العظيم أمل دنقل: أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما..هل ترى؟! هي أشياء لا تشترى.

لم أتشرف بطلَّته البهية من قبل، ولكني كغيري ممن يهتم بالمتابعات الفنية والإعلامية بحكم طبيعة مهنتي، استفزتني لقطاته (الخائنة) وظهوره (الساقط)في كثير من الأحيان، فقد هاجمته حينما مدحه الآخرون في (الألماني) على الشاشة الفضية، وانتقدته حينما ظهر على الشاشة الصغيرة في مسلسل (الأسطورة) الذي كان يدعو من خلاله بأن الحق يؤخذ بالذراع والبلطجة وليس بالقانون، فلم يكن بنظري أبدًا (ابن حلال)، لدرجة أنني انسحبت من مكان ما كنت أجلس به العام قبل الماضي في العاصمة الفرنسية باريس؛ بعدما علمت أنه سيأتي إليه ليلتقي المطرب المغربي "سعد المجرد"، فانصرفت قبل قدومه لأنني لا أؤمن بموهبته الفنيه؛ ففي قناعاتي الفكرية أتصور أنه فارغ الفكر، هابط الذوق، لا يمثل سوى سرطان للفن الهابط غير الهادف والهادم لكل القيم والعادات و الأعراف التي لا تتسق مع اسمه أو كنيته.

وخاصة حينما طالعتنا المواقع الإخبارية للكيان الصهيوني بآخر لقطاته وفيديوهاته (الساقطة) وهو يحتضن المطرب اليهودي "أومير أدام"، ومع فنان يهودي آخر وهو "إيلاد أسلا"، ومع اللاعب الصهيوني "ضياع سبع".

فإذا كان (رمضان) ومن على شاكلته من الوسط -الذي يحتاج لعملية (فلترة) سريعة- قد نسي ما فعله العدو الصهيوني بمصر وفلسطين ولبنان وسوريا فهذا عذرٌ ينم عن جهل كبير، وإذا كنت ناسيًا -يا رمضان- (هكفرك)، والكفر هنا لا يعني الخروج من الملة ولكنه يعني الخروج عن الوطنية، فأنا أكفر بك تعني في اللغة أنني أرفضك.

هل نسي أم تناسى (اسطورة) عصره جرائم هذا العدو الصهيوني؟! هذا العدو الذي سعى بعد وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 إلى تصوير فلسطين على إنها أرض بلا شعب!،‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ولكي يحققوا ادعاءهم قامو بفعل أبشع الجرائم والمذابح.

فهل نسي (الألماني) ما ارتكبه هذا الاحتلال بحق الأسرى المصريين أثناء وبعد العدوان الثلاثي عام 1956 أو نكسة 1967، أو مذبحة شاكيد (مجزرة الأسرى المصريين التي تباهى بها اليهود) وراح ضحيتها أكثر من ٢٥٠ مجندًا مصريًّا تم ذبحهم ودفن بعضهم أحياء على أيدي حملة «شاكيد» العسكرية!

هل نسي (البرنس) وأمثاله مذبحة "بحر البقر" التي شن بها العدو الصهيوني هجومًا فى صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة فى قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية فى مصر، وأدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تمامًا؟!

ألم تحرك مذبحة "دير ياسين" ومذبحة "خان يونس" ومذبحة "صبرا وشاتيلا" ومذبحة "المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي"... وغيرها من المذابح والجرائم حميتك وغيرتك يا (نسر الصعيد)؟!

إذا كان محمد رمضان يدعي أنه( نمبر وان) رغم أعماله وحفلاته الساقطة والماجنة التي تدعو إلى الانحراف والشذوذ، إذًا ماذا سيكون العندليب وكوكب الشرق أم كلثوم التي نادت وغنت بأعلى صوتها «إنا فدائيون» "دوس على كل الصعب وسير بإيمان وبروح وضمير.."، والتي وهبت كل حفلاتها للمجهود الحربي ورفعت شعار «الفن من أجل مصر » وقالت: "لن يغفل لي جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة" فجابت الدنيا وقد جمعت للمجهود الحربي أكثر من 3 ملايين دولار قبل أن ينتهي عام 1970 ولم يدخل جيبها دولارًا واحدًا رغم المشقة والعناء في التنقل والسفر وقد تجاوزت من العمر 68 عامًا.

لا أستطيع أن أشبهك يا رمضان بالهرم الرابع (أم كلثوم)، ولكن دعني أعقد مقارنة بين (جزمة) تحية كاريوكا وبينك أنت!

ففي مهرجان "كان" عام 1956 شاركت تحية كاريوكا بفيلمها "شباب امرأة" وسافرت برفقة وفد مصري للحضور متوقعة حصول الفيلم على الكثير من الجوائز.

في المهرجان تعرضت تحية لموقف ظهرت فيه وطنيتها الحقيقية أمام جميع الحضور، وأثناء احتفال العشاء الذى يضم جميع الفنانين بالمهرجان قامت الممثلة الهوليوودية "سوزان هيوارد" بالتحدث عن الصراع العربى الإسرائيلي خاصة القضية الفلسطينية، وكيف أن إسرائيل دولة متحضرة تدافع عن حقها في وطنها وسط وحوش وحيوانات -قاصدة العرب-.

وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على تحية كاريوكا فقامت ترد عليها غاضبة موجهة إليها أسوأ الكلمات ومدافعة عن فلسطين والعرب ثم توجهت إليها وضربتها بحذائها، الأمر الذي جعل سوزان تنسحب سريعًا من العشاء!
نعم، هذا هو الفرق بين الوطني الحقيقي ومدعي الوطنية الباحث دائمًا عن (اللقطة).

الذي كان ردة فعله مبررًا عما حدث بكلمات ليست في موضعها الصحيح، فكتب: "لا يهمني اسمك، لا يهمني عنوانك، لا يهمني لونك، يهمني الإنسان ولو ما لوش عنوان".

فقد حاول رمضان التدليس بهذه الكلمات التي لم توضع في مكانها الصحيح كما وضعها من قبل ابن مصر وصوت الجنوب "محمد منير" في حدوتة مصرية مدافعًا عن كل الفلاحين المتعبين والعمال الطيبين، ومتحديًا فيها من يبيع الضمير ويشتري به الدمار كما يفعل العدو الصهيوني.

أعلم جيدًا أن رمضان لا يفعل شيئًا دون مقابل، وإذا كان رمضان كما يصفه رجل الأعمال نجيب ساويرس بـ "مايكل جاكسون مصر"، وأنه نمبر وان -من وجهة نظر ساويرس-، فنحن نرى أن رمضان بات فيروسًا خطيرًا على مجتمعاتنا تجسده كلمات أغنيته الشهيرة "كورونا فيروس" التي يقول فيها: "فيروس مرض وعام على الكل، فيروس خطير طاير فى الجو، بعون الله هنلاقي الحل".

والحل من وجهه نظري -يا رمضان- هو الاستئصال النهائي والعزل الشعبي؛ فنحن من ننفخ (البلالين)، ولكن اعلم أنه إن ازداد النفخ عن سعتها الحقيقية انفجرت وانتهت إلى زوال.

وختامًا أترك لك الحكم يا عزيزي لتكون أنت الحكم، أيهما أشرف: (جزمة) تحية كاريوكا أم محمد رمضان؟!

محمد محفوظ محمد رمضان تحية كاريوكا خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة