خط أحمر
الخميس، 24 أبريل 2025 05:27 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

السيد الخطاري يكتب دراما ... الفكر الواحد

خط أحمر

شهد هذا العام على غير العادة سيطرة شركة إنتاج واحدة على سوق الدراما الرمضانية ، بإنتاجها حوالي 15 مسلسلاً بمفردها ؛ مما يؤثر بنظري على الدراما ومحتواها وفكرها وسوقها ، كما يخلق برأيي شكل احتكاري للصناعة لأول مرة في مصر ، مع أن اﻷصل هو أن يكون لكل منتج فني مذاقه بفضل التنوع ، أما الآن فالحبكات الدرامية وبعد هذا الشكل الإحتكاري صارت بفكر أحادي ، وبشبه ونكهة واحدة ، تفتقد بلا أدني شك إلى التنوع والإختلاف الذي يرضي بدوره كل الأذواق بفضل تنوع مضمونها ومحتواها وحبكاتها بحسب شركات الإنتاج وتفضيلاتها .

وبخلاف المحتوى ، فإن للاحتكار تأثير آخر على شركات الإنتاج التي خرجت من السباق الرمضاني بفعل فاعل ، يتمثل في الخسائر الكثيرة لها وللعاملين بها الذين يجلسون في بيوتهم بلا عمل ، سواء الملحقين بالعملية السينمائية من موظفين في تلك الشركات أو حتى السينمائيين أنفسهم ، ﻷنهم بدلاً من الاشتراك في عمل واحد فقط ، صاروا يشتركون في عملين أو أكثر مع شركة واحدة وبالأجر نفسه ، وهو ما له تأثير آخر يتمثل في حرمان زملائهم من فرص للعمل ، فضلاً عن بعض نجوم الصف الأول الذين غيبوا عن الدراما الرمضانية لأول مرة هذا العام مثل الزعيم عادل إمام الذي استكثرت عليه بعض القنوات المصرية إحياء ذكرى ميلاده مثلما فعلت إحدى القنوات العربية ، والفناة الكبيرة يسرا التي كان ربما قد يعرض لها مسلسين أو ثلاثة كل رمضان ونيللي كريم ... وغيرهم كثير .

والمتابع للأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام سيجد أن معظمها جاء بتوجيهات وتكليفات لتحسين صورة فئات بعينها ، وقد يخالفني البعض في الرأي ويقول أن هذا النوع من الفن مطلوب ، فأقول له أعلم أن الفن الموجه موجود في كل مكان في العالم بما فيه هوليوود نفسها ، وهذا أمر جائز ومفهوم ، لكن لا يصح أن تصبح كل الأعمال المنتجة بفكر واحد وعلى نفس النمط ، فلابد من وجود صور أخرى بخلاف التمجيد والتبجيل والتهليل.

وحقيقةً أتصور أن المشهد الدرامي هذا العام تعتريه الضبابية ، فتأرجح عجلة الإنتاج دفعت صناعه إلي عدم وجود معايير محددة للعمل في هذا الموسم ، وضيق الوقت دفع الشركة المحتكرة للإنتاج الدرامي هذا العام إلي _ سلق عملية الإنتاج _ من كتابة وتصوير ومونتاج ، وهذا ما ظهر جلياً في بعض الأعمال المنتجة ، فلا تزال عملية كتابة المسلسلات علي الهواء واستمرار تصوير الأعمال الدرامية حتي الأيام الأخيرة من شهر رمضان ، لنعود ونقول كل عام إن صناع الدراما غير مدركين موعد بدء شهر رمضان حتي يلحقوا أنفسهم في اللحظات الأخيرة ، ويبدأوا التصوير متأخراً وهو ما يزيد الطين بلة برأيي ، ويؤثر بالسلب بلا أدنى شك علي الموسم الدرامي التلفزيوني التي يصنفه البعض وأنا من بينهم بأنه الأسوء في العشر سنوات الأخيرة .

وحتى حينما أدرك محتكروا الدراما هذا العام أن الدراما التليفزيونية إلى زوال ، خاصة وأن التوجهات العامة للمشاهدين عمومًا صارت تهرب من سخافة إعلان (مدحت شلبي) ، واسفاف إعلان (محمد رمضان) وندب إعلان (أصالة) ، وملل إعلان (ماجد الكدواني) ، فبدأت تبحث عن اتجاه وسائل أخرى أكثر حداثة وأقل إعلانات مقارنة بالتليفزيون ، فبرزت وسائل جديدة غير تقليدية ، تُقدّم الدراما بعيدًا عن شركات الإنتاج الكُبرى المعروفة منذ عقود في مجال الفن كالمنصات الرقمية المعروفة ، إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في عرض الأعمال الدرامية على منصتهم الرقمية التي اعتذور لمشتركيها على الخطأ الفني الذي أصابها بعد تدشينها ، الأمر الذي جعل بعض المشتركين يستردون اشتراكاتهم .

وختاماً أؤكد من وجهة نظري المتواضعة أن احتكار شركة إنتاج واحدة للمشهد الدرامي قد يؤثر بالسلب على صناعة الدراما في المستقبل ، لأنه بعدم وجود منافسة حقيقية لن يتواجد سوى فكر واحد ونجوم معينين كل عام ، ومن ثم ستتأثر الصناعة بشكل كبير ، وقد تفقد الدرما المصرية رونقها في عين محبيها من الجمهور المصري والعربي . دكتور سيد الخطاري

السيد الخطاري دراما الفكر الواحد
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة