لى فى محبوبتى الاسكندرية ذكريات جميلة أيام الطفولة والشباب والجامعة وكانت عروس الثغر مثالا للنظافة والانضباط وكان ترام اسكندرية نظيفا متحضرا ومنطقة الرمل من أحلى وأروع المناطق فى العالم وللاسف الشديد وبعد غياب فى الغربة مدة طويلة فوجئت بما لم أحتسبه ولا فى الاحلام فهدمت الفلل والقصور وحل محلها غابات أسمنتية غاية فى القبح وأهملت المناطق الجميلة فأصبحت خرابا وسيطرت العشوائية فى البناء وضاقت الطرق وتكدس المرور.

وأصبح مسار الترام أكبر مقلب للقمامة وتغلغل القبح وضاعت المعالم الجميلة وذكريات الطفولة والشباب وتم رصد ما يزيد عن مائة وخمسين الف مخالفة بناء فى المدينة الحزينة التى تعاقب عليها عدة محافظين يرجع لهم كل الفضل فى تشويه وتدمير الصورة الحضارية لعروس البحر الابيض المتوسط وشوهت بل ودمرت تماما معظم أحياء الاسكندرية الراقية منها وغير الراقية وعلى شوارعها الضيقة .

تعالى البنيان لخمسة عشر بل وعشرين طابقا فى تحد منفر شاهدا على كم الفساد والاهمال الذى لحق بالمدينة الجميلة وأصبح العلاج فى غاية الصعوبة فمرافقها تئن من سطوة العمارات الشاهقة وتطبيق أى ازالات اصبح مستحيلا لان هناك من يسكنها ومحدودية المكان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا يجعل من المستحيل اصلاح ما أفسده الجميع بمن فيهم أهل الاسكندرية أنفسهم فلا يمكن تعويل ما حدث على أفراد بأعينهم بل هى كارثة شارك فى نسجها الجميع حتى أضحت مثل المرض الخبيث الذى انتشر فى جسد المريض وأصبح الاطباء يترقبون وفاته بين اللحظة والاخرى.

ولا يوجد حل سوى بانشاء مدينة جديدة خارج حدود الاسكندرية وأتعشم أن تصبح مدينة العلمين الجديدة هى الملاذ والخلاص من هذا الكابوس الرهيب وأن ينتقل العديد من سكان الاسكندرية بأعمالهم خارج حدود المدينة المنكوبة بالجشع وغياب القوانين ولكن هل يمكن نقل التاريخ والذكريات الى مدينة أخرى لا أظن ذلك ولكى الله يا محبوبتى