التعليم الفنى هو الهيكل العظمى لنمو وتطوير الامم واهتمت دول شرق آسيا بالتعليم الفنى فاصبحت الصين مثلا أكبر مصنع للعالم تقوم جميع الشركات الكبرى سواء الاوروبية أو الامريكية بتصنيع منتجاتها فى الصين التى أولت كل الاهتمام للتعليم الفنى ووفرت له كل الامكانيات المادية والتدريب فاصبحت بفضله ثانى قوة اقتصادية فى العالم بعد أمريكا كما ظهر مؤخرا معاهد للتعليم التحويلى وذلك لمن نهجوا فى حياتهم نهجا محاسبيا أو اداريا أو قانونيا واكتز بهم سوق العمل فلم يجدوا فرصة عمل لائقة ويريدون التحول الى سوق العمل الفنى والذى تحتاجه وستظل تحتاجه الدول النامية والمتقدمة وتكون الدراسة فيه من ستة أشهر الى عامين وتخرج فنيين فى كافة التخصصات .

ومصرنا تحتاج صحوة تجاه التعليم الفنى وهناك عجز شديد فى العمالة الفنية المدربة فى جميع أوجه الحياة سواء فى السباكة أو الكهرباءأو صيانة الاجهزة المنزلية أو أجهزة التكييف أو فى المصانع وحتى فى الانتاج الزراعى فجميع تلك المجالات تعانى من نقص شديد فى العمالة الفنية وتستطيع مصر أن تكون أكبر مصنع لافريقيا والدول العربية لو أولت اهتمامها للتعليم الفنى والتحويلى وقضت على وهم التعليم العالى والثانوية العامة وكليات القمة والتى يزدحم سوق العمل بالآلاف منهم .

وأذكر أثناء عملى فى مشروع سيتى ستارز أن واحدا من أفضل مقاولى السيراميك كان طبيبا وعمالته كانت من الاطباء والمهندسين وأصحاب الشهادات العليا ولا عجب فى ذلك فكم الاطباء والعيادات التى تحتل جميع الازقة والحارات فى بلادنا لخير شاهد على فشل خطة التعليم وهناك أطباء ومهندسين تحولوا الى التسويق والمبيعات ومهن أخرى أجادوا ونبغوا فيها فلنحي التعليم الفنى فى بلادنا عوضا عن البطالة المقنعة وانتظار التعيين الحكومى أو التسكع فى الطرقات وعلى المقاهى وتستطيع مصر تحويل الزيادة السكانية المزعومة الى طاقة بشرية منتجة تحتل بها مصر مكانتها اللائقة