عندما أمسك بالقلم لأكتب أترك روحي له لتتحدث من خلاله في أي شأن أريد التحدث فيه لأن الروح لا تكذب ولا تتلون وليس لها حسابات غير حساب واحد وهو الصدق ، وقد أمرت روحي قلمي بأن يحدثكم اليوم عن كرامة الرجل التي هي في الأساس كل رأسماله ، فالرجل بدون كرامة يفقد رجولته بكل معانيها .

عزيزي أدم : حافظ علي كرامتك قدر المستطاع فأنت لا تملك أغلي منها ولذا عليك دائماً ان تكون متعقلاً في ردود أفعالك وتصرفاتك وحتي مشاعرك ،سواء في عملك أو مع الأصدقاء أو مع أهل منزلك أو المحيطين بك فضبط إيقاع كل ذلك يجنبك ويجنبهم خسائر كثيرة أنت في غني عنها .

أي أنه لا يجب أن تبالغ في حكمك علي الأشياء ولا تقلل من أهميتها ، ولا تتودد لأحد بإفراط ولا تهمله ، ولا تبالغ في الإهتمام بأحد ولا تبخثه قدره عندك ولا تأمن لأحد ولا تشكك في نواياه بل كن وسطياً فخير الأمور الوسط كما أوصانا الرسول صلي الله عليه وسلم .

عزيزي أدم : الأصدقاء والأقارب والمحبين هم بالقطع أقرب الناس إلينا ولذلك وجب الحفاظ عليهم ، ولو أردت الإحتفاظ بهم عليك آلا تمنحهم فوق المعقول لأن كل شئ فوق المعقول لا يستوعبه البعض ويعتقدوا أنه نوع من المجاملة أو التمثيل فلا داعي أن تدخل نفسك تحت هذه المظلة ، ولكن ضع كل شخص في موضعه وضمن أولوياتك ولا تهمله وإهتم ولكن بالمعقول وبادلهم الحب بنفس طريقتهم وأوضح لهم ما بداخلك ولا تتركهم يتجاوزون في حقك أويتخطون بعض الخطوط وخاصة المتعلقة بكرامتك وشخصك ، وامنحهم الطمأنينه والآمان وراقب تصرفاتهم معك وبادلهم بنفس طريقتهم معك .

عزيزي آدم : فكر جيداً في كيفية إسعاد من حولك بشتي الطرق ولكن عندما تجدهم لا يقدرون ذلك فقط نبههم ثم حذرهم ثم إبتعد حتي لا تفقد نفسك فبناء الإنسان أصعب ما يكون ، فلا تهدم نفسك بيدك بحجة أنك الذي يجب عليه إحتوائهم فلا يوجد إحتواء من طرف واحد ولا إهتمام من طرف واحد فهذه الأمور الهامة يجب أن تعزز من جانب الطرفان .. إذا إهتم بك صديقك أو حبيبك وصدقك القول كن معه كذلك أو إبتعد ، وإذا بادلك أقاربك والمحيطين بك الإهتمام بادلهم بنفس القدر ولا تزايد .

وإذا وقعت في فخ الحب فاعلم أنك تسير فوق حبل رفيع وأي خطوة ستخطوها يمكن أن توقع بك وتؤذيك إذا لم تكن متعقله ومحسوبة فلا تهين حبيبك أو تهمله ولا تسمح له أن يتجاوز ذلك ولو لمرة واحدة ، حتي لا تفقد كرامتك فكن رمانة الميزان ودير دفة الأمور بينكما بالتعقل ، لأن المشاعر المبالغ فيها قد تؤدي لفقد معانيها من جانب البعض فلذا عليك أنت تشعر من حولك بقيمتك وتشعرهم بقيمتهم وامنحهم الآمان والوضوح وإنتظره منهم فلا شئ مجاني حتي في المشاعر لأنك بإختصار ستجد نفسك تعطي وتقدم وتضحي ولن يقدر ذلك .

إمنح شريكك كل شئ فلا يوجد أعز منه لكي تخصه بذلك ولكن عندما تجده يفضل نفسه عليك ولا ينظر إلا لما يخصه فاعلم أنه ليس حبيباً ، ولكنه أي توصيف أخر وهذا يجعل كرامتك علي المحك فلا تجازف بها حتي لا تفتح الباب كل يوم لتنازل جديد يجعل منك رجلاً بلا كرامة فتسقط أمام نفسك وفي نظر من تحب فهذه هي الحياه فلا أخذ دون عطاء فكن رجلاً لها ولا تكن رجلاً عليها ، وكن حامياً لها ولا تكن مصدر خوف لها .

وكن صديقاً صدوقاً غير مباغتاً وأخاً كريما وليس لئيماً .. عزيزي آدم كن رجلاً حتي لا تفقد كرامتك فتخسر حياتك .