خط أحمر
الخميس، 24 أبريل 2025 05:27 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتورة ميار الببلاوي تكتب.. ميار في الأنبوب !!

خط أحمر

السلام عليكم منذ أيام شعرت بألم شديد فى عمودى الفقرى ولعنادى الشديد وعدم إنصياعي لفكره أنى بدات فى مرحله عمريه تتداعى فيها كل الأبنيه الجسديه تباعاً تغافلت عن الألم بل وأمرت جهازى العصبى بتجاهله كأنه ضيف غير مرغوب فيه ومع مرور الوقت وصل الألم لمرحله فرض نفسه فرضاً وأصبح يغزو أماكن أخرى جعلتنى أرفع الرايه البيضاء مستسلمه وبالذات حينما وصل إلى العصب وما أدراكم ما ألم العصب .

فقدره الله سبحانه وتعالى المتجليه فى الخليه العصبيه المعقده التى تتشابك كخيوط العنكبوت فى أجسامنا تذهل من يدخل هذا العالم ولا يملك إلا السجود خاشعاً لدقه البارىء سبحانه فهذا الغضروف اللعين الذى أعلن التمرد بعد إختناقه ليخرج من مكانه داهساً العصب بكل ما أوتى من قوه فاستغاثت القدم اليسرى ثم شاركتها القدم اليمني وهم يعزفون سينفونيه من الألم المبرح الذى لا يتحمله أعتى الرجال فما بالكم بى وأنا التى لاتتحمل أن ترى أحد يتألم فما بالى نفسى هذه الدباجه التى طالما عودتكم عليها قبل الشروع فى المقال ربما لأنى لست محترفه بالشكل المعروف ولكنى هاويه وسأظل .

فأنا أسهب فى المقدمه ربما لأجعلكم تنغمسون معى فى فكره المقال أو ربما المغزى من ورائه وفى خلال هذه الايام ورحلتى اللاهثه بين عيادات الأطباء ومراكز الأشعه هالنى كم المرضى والمتألمين مثلى سبحان الله لقد كنت أعتقد أنى المرأه الأشد تألما فى هذا الكون ولكنى سألت نفسى لماذا نمحور مشاكلنا حتى أننا نعتقد أنها محور الحياه كيف أيضاً نعتاد النعم للحد الذى نفقدها قيمتها فى أعيننا لن أتكلم عن نعمه الصحه فهى من أثمن النعم بلا منافس واسالوا رواد المستشفيات .

ولكن نعمه أن تعيش بلا ألم هى نعمه النعم لقد قال الله سبحانه وتعالى لقد خلقنا الانسان فى كبد أى عناء ومشقه وألم ولكن أن يمر يوم فى حياتك دون ألم سواء ألم مرضى أو عصبى او الم لفقد عزيز وهو الحزن أو ألم إحتياج مادى أو معنوى فلابد أن تعيش فى حمد وشكر ليل نهار قبل أن أنهى مقالى سوف أنقل لكم موقف حدث معى من يعرفنى يعرف أنى أعانى من فوبيا الأماكن المغلقه وبدرجه حاده جداً وأمس تقرر ميعاد عملى لأشعه الرنين المغناطيسى والكثير يعلم أن هذا الجهاز ندخل إليه ويكون شبه مغلق علينا أبلغت الممرضه بأنى أعانى من فوبيا الأماكن المغلقه.

فماذا أفعل مجرد إحساسى بالدخول لهذا الأنبوب سأختنق لكنها نظرت إلى فى عطف ممزوج بسخريه وعلى وجهها 4 نظرات تترجم إحساسها الداخلى بالله لا يسيئك مش ناقصين دلعك فقررت أن أمتثل صاغره وبمجرد أن بدات أشعر أنى فى هذا الحيز صارت لدى رغبه فى الصراخ بأعلى صوتى ولكنى أغمضت عينى وجلست أسبح الله وأنا أسال نفسى حتى أرهقتها هى وعقلى معاً ماذا سافعل حينما أدخل قبرى ويغلق على ولا يوجد أى مخرج ماذا سأفعل بكل هذا الوقت هل سيفسح لى فى قبرى مد البصر أم ستختلق أضلعى من ضيقه وجلست أسترجع شريط حياتى وذنوبى كانت ساعه ونصف من تصفيه حسابى مع نفسى وتصنيف الناس فى حياتى لايسعنى اتحرك نهائي ولا أتكلم وأسمع من خلال سماعه على الأذن لا تسمع منها سوى إختياراتهم الموسيقيه داخل الأنبوب أخدت قرارات مصيريه وكم منا داخل أنبوب وهو لايدرى لا تعتادوا النعم ولا تستاءوا من النقم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن كل أمره خير لو مسته ضراء فصبر فهو خير له وأن مسته سراء شكر فكان خير له رسالتى لكم لاتنتظروا الأنبوب وأعملوا لأخرتكم كأنكم تموتون غداً وأعملوا لدنياكم كانوا تعيشون .

وأدعوا الله لى فقد حرمت نعم كثيره ربما لحكمه لا يعلمها ربى جل وعلا فقد جعلت قره عينى فى الصلاه وها أنا أحرم الركوع والسجود بين يدى الله وفى هذا الشهر الذى أحلم به طوال العام أريد أن أظل ساجده حتى تقبض روحى فكيف لى أن أحرم من هذه النعمه فالحرمان من النعمه والحرمان من النقمه وجهان لعمله واحده فاذا كان الله يختبرنى بالرضا على قضاءوه فقد رزقنى بصحبتى الصالحه إخوانى فى الله الذي أوصيهم ونفسى فى أخر أيام المغفره أن يدعو لى بالشفاء ولكن بأن لايحرمنى ربى من السجود بين يديه إخوانى داخل الأنبوب لاسجود ولا ركوع فلنغتنم هذه النعمه قبل فوات الأوان أحبكم فى الله وأسال الله الشفاء لكل مريض شفاءاً لايغادر سقماً هو ولى ذلك والقادرعليه .

ميار الببلاوي ماذا سأفعل
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة