الدكتور وائل النحاس يكتب .. الخديعة العربية


كل يوم يمر يوضح لنا ما تم إعداده من عام ٢٠٠٠ لتنفيذه كمخططات خلال عشر سنوات من تاريخه بداية من أموال الخليج داخل خزائن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت عبء عليها وأدت إلى مزيد من التضخم وانهيار بعض القطاعات العقارية و المصرفية والبورصات العالمية مما أدى لحدوث أزمة مالية عالمية في عام ٢٠٠٨ ليؤدي لتحول بعض ميزانيات هذه الدول العربية من فوائض إلي عجوزات إلي تبخر الأموال وهو السيناريو الاول الذي نفذ لكى يتم الترتيب عليه فيما بعد بسيناريوهات أخري و لكى يكون كلامنا واضح فقد تم الترتيب للتخلص مما هو فوق الأرض حتي يتم السيطرة فيما بعد علي ما في باطن الأرض وهو ما يطلق عليه سياسة التطويق والتطويع ليتم السيطرة علي المنطقة بالكامل بأجندة يتم تنفيذها بعدم وعي في المنطقة بالكامل لكي نكون جميعاً تحت الخديعة العربية.
فلنبدأ اولا بـ " اليمن" هذا البلد الشقيق الذي انفصل وانضم أكثر من مرة عبر التاريخ والذي كان بؤرة اهتمام دائماً سواء من القادة العرب أو الغرب لموقعه الاستراتيجي وكان هو بداية نكسة ٦٧ وتقسيم المنطقة بعد إجهاد الجيش المصري هناك في اليمن في أوائل الستينات وكأن كلمة السر قبل احتلال المنطقة بعد ٦٧ هي اليمن وعاد التاريخ مرة اخري لتكون ايضاً كلمة السر هي اليمن لما تمر به من أحداث ويترتب عليها نتائج فيما بعد اصعب من التي قبلها لنكون جميعاً تحت مظلة الخديعة العربية .
مضيق باب المندب اليمني وهو علي الشطر الآخر من دولة جيبوتي وانه شيء يدعو للاهتمام ويمكنكم ان تتخيلوا كميات النفط التي يجب أن تعبر من هذه المنطقة وهو ما يجعل هذا المكان تحديداً مهم جدا ٤،٥ مليون برميل من النفط يمر عبر هذا الممر الضيق يومياً والان يتم إعلامنا ان السبب الحقيقي للحرب في اليمن هو النزاع الديني بين الحوثيين الشيعة والسنة أو مع قوة التحالف بدعم من السعودية والإمارات ضد الحوثيين تحت خديعة وإرساء الشرعية بينما الحقيقة ان جوهر الحرب يتمحور حول النفط.
ليس من المفاجئ ان يكون ضمن الأهداف الاستراتيجية لواشنطن السيطرة علي اي ممر بحري هام وباب المندب الذي تم تصنيفه من قبل دائرة الطاقة الأمريكية كنقطة مرور بحري رئيسي وإليكم كيف تغدو الأمور أكثر إثارة للاهتمام بالإضافة إلي ما سبق هناك نقطة النفط غير المنقب عنه حتي الان في اليمن فوفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أثبت اليمن وجود احتياطي يقارب من ٣ مليارات برميل من النفط فيما أظهر مسح جيولوجي امريكي في عام ٢٠٠٢ وفقاً لتقديراته اذا ما أضيف إمكانيات النفط غير المستخرج الي الاحتياطي المعروف فأن اجمالي المصادر النفطية لليمن سترتفع الي ٩،٨ مليار برميل من النفط لكن النفط الذى يجلس عليه اليمن لا يزال في حاجة للاستكشاف بشكل كامل و لهذا فإن ما يكمن تحت الاراضي اليمنية قد يمثل رهان أكبر بكثير مما كنا نعرفه .
ولكي نصدق أو لا نصدق فهناك بعض التقارير الهامة لمن صنعوا أجندة الخديعة العربية ليبدؤوا تنفيذ سياسة التطويق والتطويع فهناك التقرير الذي أصدرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA في عام ١٩٨٨م فرغم كونه مليئاً بالتعتيمات وأزيلت عنه السرية بشكل جزئي فإن هذا التقرير يؤكد أن اليمن الجنوبي لوحده والذي كان بلداً مستقلاً في حينها لديه إمكانية نفطية تبلغ خمسة مليارات برميل ولم تكتف CIA بكتابة ان التقديرات لمصادر النفط الممكن استخراجه من اليمن الجنوبي قد تتجاوز بشكل كبير تقديراتها بل كتبوا أيضا أن ودائع الغاز والنفط علي الأرجح متواجدة ضمن النطاق المحايد المنشأ حديثا علي طول الحدود المتنازع عليها بين اليمن الشمالي و اليمن الجنوبي ووفقا للخبير الاقتصادي حسن علي السنارى فإن البحث والتقييم العلمي الذى قامت به شركات التنقيب الدولية يظهر ان احتياطي اليمن النفطي أكبر من احتياطيات دول الخليج مجتمعة.
وليس هذا هو السيناريو الوحيد فقط بل ما قاموا به أيضا في العراق وليبيا و سوريا من تدمير تلك الدول من بنيه فوق تحتيه وسرقة أموالهم وحضارتهم و يعودون مرة اخري بوجه ضاحك تحت مسمى إعادة الإعمار اي دمروها ليعمروها بعد ان قاموا بتقسيمها وإعادة توزيع ثرواتها تحت خديعة عربية كاملة كما فعلوا بالماضي عندما دخلوا العراق وليبيا و سوريا إعلاميا قبل ان يدخلوها عسكريا بأتباعهم سياسة التهويل والترويع في غفلة أيضا من الدول العربية والان يتم تنفيذ السياسة الجديدة وهي وضع طوق علي رقابنا من الوعود والقروض والمنح ونغمة التقارب الشديد والصداقة حتي يتم تطويعنا فيما بعد لكي يتم تنفيذ ما يطلبون في المنطقة بأيدينا نحن وليس كما كان يتم في الماضي وبأموالنا نحن التي تصبح ديوناً علينا فيما بعد بأيديهم هم لكي يسهل عليهم تطويعنا .
هكذا يتم تنفيذ سياسة التطويق والتطويع تحت مسمى الخديعة العربية. ومنذ عام تقريباً تم اكتشاف احتياطيات هائلة في إثيوبيا ولكي نعي لماذا يتم اللعب بورقة سد النهضة مع مصر بالرغم من أن اللاعب الرئيسي هي امريكا ويبدوا أن زيارة الرئيس السابق أوباما هي بداية نقطة التحول لنقل إدارة افريقيا من الشمال الي الجنوب وايقاف مشروع طريق الحرير الصيني و بناء كوبري يربط ما بين جيبوتي واليمن ويسمى كوبري طريق النور لكي يتم ربط القارتين فيما بينهم ليؤكد مرة اخري مبدأ قلب الموازين وهو تحكم الجنوب الإفريقي في القارة الأفريقية .
من هنا يكونوا قد سيطروا علي احتياطيات النفط الهائلة الجديدة ما بين إثيوبيا واليمن ثم بعد ذلك مرورا بمنطقة الربع الخالي بمنطقة الخليج العربي وهو أكبر احتياطيات هائلة ممكنة في هذه المنطقة وهو ما يؤكد عليه الاجتماع الأخير للمجلس الاقتصادي العالمي وهى احدي المنظمات التي لها تأثير قوي علي صناعة القرار داخل البيت الأبيض ولما سبق يفسر بداية الرغبة في حل النزاع اليمني مع دخول القوات الأمريكية بمنطقة الخليج العربي بحجة محاصرة ايران ولكن يبدأ سيناريو جديد لاحتلال امريكا للمنطقة .