دينا سمير تكتب: الاختيار وكشف المستور


لما اتكلمت قبل كدة وقلت فيه أكتر من مليون واحد في مصر عندهم الاستعداد إنهم يتحولوا لإرهابيين لو جت لهم الفرصة ولسه بأكد على ده، لما مسلسل يشن عليه هجوم من أول لحظة علشان بيهاجم الإرهاب وبيعرض بعض أفكارهم، حب البعض يحط السم في العسل ويختزل الإسلام في لحية ونقاب، وإن صناع العمل بيشوهوا الدين ده على أساس إن (بن لادن- الزرقاوي- الظواهري- البغدادي) وغيرهم كتير مش ده لبسهم؟!، كمان الأيديولوجية السلفية الجهادية أو التكفيرية اللحية والجلباب مش فرض عندهم !؟.
وبما إن الدراما بتعيد إنتاج الواقع فمينفعش يروح يجبلك إرهابي بدوجلاس وشورت، فاللي بيدعي إن عمل محلي زي مسلسل بيشوه الإسلام ومطنش الإرهابيين الحقيقين اللي العالم كله يعرفهم وطالعين قدامه باللحية ونساءهم بالنقاب يبقى أما شخص مدلس أو جاهل، لأنه لو عاوز الحق كان هاجم اللي بيشوهوا الطائفة دي في الواقع مش اللي بيعيد إنتاج ده في قالب درامي، كمان مين قال إن المسلمين كلهم كده، في عشرات الطوائف الإسلامية مبيلبسوش كده، وكمان كتير من فرق المذهب السني مبتعملش ده، بس دول في نظر نفسهم أنصار الفرقة الناجية من النار وما بيشفوش غير بعض وعداهم الباطل والفسق والفجور.
النهاردة استشهد ولادنا في رمضان، ومع ذلك مشوفتش حد من المدلسين دول اترحم عليهم ولا حتى أدان الحادث، لكن شاطرين بس يدينوا مسلسل درامي بيتكلم عن شهيد بكل الطرق، وبيحاولوا يشوهوا فيه طول الوقت، وهتفضل البلد تدفع التمن، طول ما الخطاب الديني متجمد وطول ما الإعلام مبيقومش بدوره، وهنفضل ندفع التمن من دم ولادنا طول ما فيه ناس لسه بتكفر شيخ الأزهر لما بيهني الأقباط بعيدهم، وأقلهم قال عليه بايع للدين، طول ما الفكر المتطرف معشش في العقول، ولسه محدش بيتصدى لدعاة السلفية اللي بيصدروا خطاب التطرف طول الوقت هنفضل في دايرة مقفولة، وطول ما التنويرين بيتحاصروا والدولة مش قادرة تحميهم طول ما الخطاب الديني هيفضل في تدهور، لأن اللي بيلغي العقل على حساب النقل طول الوقت وعايش كمتلقي، طبيعي تكون دماغه قابلة لحشو أي فكرة مضللة أو إقصائية مادام اتحط عليها ختم ربنا وشعار الرسول، والاتنين منهم براء، وأظن مفيش حق أوضح من واحد صايم ورافع سلاحه بيحمي الوطن، وواحد تاني مرعاش حتى حرمة الصيام ولا حرمة الدم، وغدر بجنود أبرياء.
ربنا يرحم شهداءنا ، ويرحم كل إنسان شريف راحت روحه فداء لتراب الوطن.