مقالات

فريهان طايع تكتب: الحب الراقي والهمجي

خط أحمر

لم أجد كلمة أكثر وصف من كلمة همجي و هو حب الامتلاك، الحب الأناني حب السيطرة، سوف اصفه بطريقة أكثر دقة أعجبتك سيارة لكن ليس بإمكانك امتلاكها فتصبح هذه السيارة هاجسك من تسرق أحلامك و تحير أمرك هذا حال الكثير يذل نفسه لفتاة ،يتنازل عن كرامته يسألها مرارا و مرارا أن تحبه و في كل مرة ترفضه يزداد لهيب العناد بداخله تزداد نار الحيرة شرارة داخل فؤاده و يتخيل إليه أنه يحب لكن هذا ليس إلا حب نرجسي حب الامتلاك فهو يحب نفسه و يريد أن يطفئ هذا البركان بداخله و يبرر بكونه محبوب من قبل أي فتاة أو شاب آخر يعتقد ان خطيبته أو أي كانت ملكه يحق له تعنيفها و ضربها .

ما أبعد هذا الحب الذي هو حب الامتلاك عن ذلك الحب الراقي الجميل الذي يخاطب الروح الذي في كل ثانية يعيش و ينمو كلمة أحبك ليست كلمة سهلة مثلما يظنها الأشخاص، فالحب شئ أعمق بكثير ولا يستحقه أي كان فكم أصبحت كلمة أحبك توظف لأشخاص لايستحقونها.

هل تعلمون من يستحق ذلك الحب الحقيقي ذلك الإنسان الراقي الذي يحترم ذاته و الآخرين ذلك الإنسان الهادئ الذي لا تخاف منه لحظة غضبه بل يكون في غاية الحلم و اللطف ذلك الإنسان الذي يجعلك تشعر بكونك طفل فتتصرف بشكل عفوي و تلقائي و ليس إلى شخص اصطناعي فقط كي تعجبه ، ذلك الإنسان الذي لا يحطم أحلامك بسبب غروره و تسلطه بل يسعى دائما أن يراك مثلما يرى نفسه.

من يحبك فعلا لا يسرق منك الابتسامة بل يكون سببا دائما في جعلك إنسان سعيد يحب كل شئ الحياة ،الناس،الأهل ،الأصدقاء كل شئ حتى الأشياء.

خلال السنوات الماضية صادفت فتاة كانت تبكي لدرجة فوق الوصف قد نسيت أنها في مكان عام و أمام الجميع كانت جالسة بمفردها و هي غارقة في الدموع لم استطيع أن أتركها جلست إلى جانبها سألتها:

ماذا بك ؟

أجابت بعد صمت حزين جدا أحبه و هو السبب في كل ما أنا فيه من ألم .

حاولت أن اخفف عنها و أفهم قصتها تدريجيا حكت لي القصة بأكملها عن شاب تحبه قد ارتبطت به منذ سنوات لكن جنونه أوصله لحد تعنيفها و ضربها لدى أي مشكلة، قدمت لها منديلا وطلبت منها أن تهدأ قليلا لكي نتناقش في الموضوع.

سألتها كيف تحبينه ربما يكون مجرد تعلق يتخيل إليك أنه حب، هل نحب من يتسبب لنا في الأذي هل نحب من يكون سبب في شعورنا بالمرارة و الأسى أم نحب شخص جعلك تبكين بكل هذه الحسرة.

أجابت هو يحبني ، حاولت بطبطبة سائلة هل من يحب فعلا يفعل هذا و إلى متى سوف يستنزف طاقتك و إلى متى سوف تفكرين و تحزنين لدى كل موقف يجرحك به اليوم يسمح لنفسه بالضرب و غدا ماذا سيفعل هل سيصل الحد إلى القتل أنت تستحقين حياة أجمل بكثير مع إنسان يقدم لك الحب بطريقة صحيحة بدون استنزاف لكل مشاعر السعادة بداخلك انظري كم الحياة جميلة ماذا لو كانت هذه الحياة مع شخص يجعلك تشعرين فعلا أنها جميلة حيث يصبح سندك زوجك و صديقك و حبيبك و أباك و أخاك و ليس مجرد عابر سبيل يدمر كل كيانك فكري في الموضوع بطريقة أفضل قد تتألمين لكن تأكدي أن هذا الألم قد يزول قريبا أفضل من العيش مع شخص همجي .

ابتسمت في تلك اللحظة و أخبرتني أنها ستفعل هكذا و أنها لن تسمح لشخص أناني بتدمير حياتها أخبرتها أن تفكر في نفسها في حياتها بطريقة أكثر إيجابية و أنه ليس هذا الحب لأن من يحب لا يجرح من يحبه بل يخاف عليه من نسمة الهواء .

إنسانة مثل باقي الناس قد صادفتني لكن حكايتها لا تزال راسخة في ذهني دموعها إلى الآن لازالت اتذكرها تساءلت و لا زالت مستغربة كيف يظن نفسه أنه يحب هذا هو الشخص الهمجي و الحب من منظوره الحب الهمجي و ليس الحب الراقي الذي يعني الإحترام و الود و اللطف و الكلمة الطيبة و الإحسان و الرحمة و الإنسانية .

فكم تدهورت معاني الحب في هذا الوجود قصص العديد من صديقاتي كل قصةأكثر غرابة من الأخرى ربما أنا لست مولعة بقصص المسلسلات التركية التى أراها وهم و لا بشخصية تشبه مهند و لا بالورود ربما أنظر للحب بطريقة عقلانية و إنسانية بطريقة متوزانة بين المنطق و العاطفة .

لم اركض كالمجنونة مع شخص أحبه ،لم تكن لي مواعيد مع أي شخص مراهقتي لم تكن مثل سائر صديقاتي حب و قصص و مواعيد ومكالمات هاتفية و هو ما جعلنى أرى الحب بنظرة أخرى شئ يجب أن نشعر مرة واحدة ليكون حقيقي البعض يصفني بالباردة و العقلانية في الحب و الأكثر قسوة لدى كل شخص أرفض أن ارتبط به لكن نظرتي و كل نصيحة قدمتها كانت تتطابق مع الواقع.

لم احكم في قضية لصديقاتي بحكم و كان خاطئ بل كثيرا ما كنت أصيب يستغربن كيف لأنني لا أفكر في الحب كالمجانين بل انظر له من جانب يحكمه المنطق لان العقل هو من يسير القلب و لن تنجح أي قصة بسيطرة القلب على العقل يجب أن نفكر جيدا لكي لا نسمح لشخص الهمجي بالمرور من حياتنا بل لشخص المناسب المحترم الذي يقدر و يعامل المرأة بنبل و إنسانية و ليس مراهق طائش و همجي لا يعرف ماذا يريد.

فريهان طايع الحب الراقي والهمجي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة