مقالات

سارة درغام تكتب: مُغرمة أنا بِالنُجوم

خط أحمر

"السّماءُ تبثُّ معزوفة كونيّة ما.. مُقدّسة؛ لحظة إنغماسِنا بِبعضنا على سفح نَجمة"

⁃النُّجوم: هِيَ قُبلات الرَّاحِلين الّتي لَن تَصِل أو من الممكن أن تصل و لكن في زمان و مكان ما.

كالعادة أبدأ بالكتابة وأنا لا أعلمُ أين سأصل في نهاية سردي ، فأنا أكتب ما أعرف و لا أعرف ما أكتب ..

و هذا كله عنك .. لكَ و إليكَ..

إلى: أسمر اللون ...

أما بعد،

ذاتَ يومٍ أسميتُكَ " بنجمي"

لم أقل لك يوماً عن مدى حبي للنجوم ، أبداً و لم أبح لك بكلمة ..

نعم أحب النجوم كثيراً ..

لا أدري ما الجَميل بِها ولا أعرفْ سَبب هذا الحبّ ، لكّني لا أحبّ أنّ انشغل بالأشياء التّي أحبّها الجميع كَالقمر مثلاً ، إنّي واقِعة بِحبّ النُجوم.

مُغرمة مُغرمة أنا بِالنُجوم ، فَعندما أنظر إليها ، أشعر بِأشياء تُداعب قلبّي وروحيّ لا أعَرف كيف أصِفها ، ولكن منذ دخولك الى فضائي شعرتُ لوهلةٍ بأنك نجمي وأنا نجمتُكَ و إنني مضيئة من خلالك.. فازداد حبّي لِلنُجوم أضعافاً مُضاعفة.

"أعدُك يا عزيزي أن نَجمتك لن تنطفئ وأنتَ بِجانبها .. كن واثقاً من هذا.." والآن دعني ابوح عن بعض الترّهات المكبوتة في داخلي و التى وددتُ زجّها هنا و التى من الممكن ان تكون لك .. لا أدري !!

حسناً لنكون في بداية الوضوح .. لا أريد علاقة حب معك، وفي الوقت نفسه ها أنا أقرُّ الآن عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل و انا في كامل قواي العقلية .. أنني أحبُك .. و أحبُ تفاصيلُك .. والأهم أحب وجهك..

وجهك بالنسبةِ لي لم يكن ثمة وجه فحسب! كان أسطوانة مستديرة تبث موسيقاها ... لا أبالغ فعلاً !

أنا لا أبالغ .. لم يكن ثمة وجه فحسب .. منذ اختراق وجهك لعالمي و فضائي الخاص .. و انا في حالة ضياع .. الى درجة أنني أسميته -خارطة ضياعي-

و كيف يمكن أن يكون هناك خارطة للضياع !

هل لأنني انا كثيرة الضياع ؟

ممم، من الممكن فانت اصلاً تقول لي دائماً " يا ضايعة" أو " يا بلا مخ " كنوع من الدلع ..

و لكنك لا تدري بأنني ضُعت بك..

في كل مرة كنت أنظر الى وجهك أشعر و كأني ..

لم أدرك بالتحديد ما أشعر !!

و لكن كل ما أستطيع أن أقول لك أنني لم أدرك كيف طرت كريشة حرة خفيفة،

حين تسللت انت لداخلي و كأنك لحنٌ جميل ، كان أجمل لحناً سمعته على الإطلاق ،تجردت من سواد الليالي و نهضت من ظلامها ..شعرتُ للحظةٍ و كأني عدتُ غيمةً كما كنت قبل أن تمسني يدُ الزمان ،قبل أن أعيش حياة كنت أبحث فيها عن حياة،كنت على استعداد كامل أن أُغير العالم كله وأبث فيه الحياة..

العالم الذي لم أنل منه سوى القسوة و الغربة و حنين الذكريات في المسافات البعيدة و الفُراق .. الحياة التي طحنت أجزاءي حتى كان يخيل لي في أيامٍ أنني بلا جسد وأنني لست سوى خيال أو ظل هارب من كل تلك الوحشية.

و في لحظةٍ أتيت و تسللت أنت لداخلي .. أنتَ الذي أدخلت فيَّ الحياة وانتزعت كل الشوائب ،طرت معكَ وهبتني لعالمي من جديد ،عالمي الذي كنت أخشى أنه حلم جميل وأن يوماً ما سأفيق على الكوابيس لأكمل الخوض في عيشها،كنت أُغلق عيناي وأأخذ نفساً طويلاً لأُعيد النظر مرة أخرى حتى اتأكد أنكَ واقعي وأنني أعيش فيكَ لا في جحود هذا العالم.

إن كان هناك حياة حقاً فهي أنتَ،أنا لم أعرف الحب..عرفتكَ أنت.. و لا أريد منك علاقة حب مثالية .. أريد أن أكون معك فقط .. معك أنتَ فقط .. أريد أن أتفحص في وجهك و أدقق في تفاصيله كما أفعل في كل مرة ألتقي بك ..

في كل مرة أكون معك و يأخذنا الحديث .. أو بالأحرى يأخذني أنا الى ما لا أدرى إلى أين !!

خلال حديثي معك لم أكن أتذكر شيء من كلامك .. كنت أراقب وجهك جيداً ، أتمعن بإلتفاف التجاعيد حول ملامحك ، اقيس فتحة انفك ، أو حتى كنت ارسم فمك من جديد .. ألون سمارك الجذاب ..

أغني لك بيني و بين نفسي : " هالأسمر اللون .. هالأسمراني ..."، "يا بو عيون وساع .. حطيت في قلبي وجاع"

و غير ذلك كنت أحاول إحصاء عدد رموشك الغافية ، اتأمل عينك اللوزية واضع تلوها يدي مباشرةً فوق عيني ، كم كنت أود أن اشبهكَ في حجم اتساع عينيك ، في لونهما .. في زاوية انفك ، وحواف شفتيك .. و الأهم كنت اتحسس قلبي بين الدقيقة و الثانية لاتأكد أنك مازلت هناك..

تنهي حديثك لتسألني ما رأيك بما قلت؟

رأيي أن جمالك مُخيف بالنسبة لي , مُخيف جداً , قد يكون الأمر غريباً , لكن جمالك يشدني نحوك بطريقة لم أعهدها من قبل , بطريقة لم أفكر بها ..

تعود لتسألني لماذا أنا صامتة؟ تغضب و يعقدُ حاجبيك و تقول لي بنبرةٍ قاسية و حنونة : " بشووو عم تفكري !!!! مش مركزة معي لييه!!!"

و جوابي داخل قلبي يكون :إنه القلب يحفظُ طريقة رئتيك في رشف أنفاسها ، طريقة نفخك لدخانك في الهواء وكيف تمسك بالسيغارة تلك ، يحفظُ خطوط يديك ، وعدد عروقك البارزة ، يحفظ الرمش المنحني في زاوية جفنك ، الشامة المختبئة في احراش حاجبك.. أنا الآن احفظك عن غيب كما لو انك قريبٌ منّي مسافة اختلاط الانفاس ، وامتزاج العطور ، مسافة هروب خصل شعري لتخلد على وجهك..

أُجيبك مبررةً انني منصتة للحديث جيداً .. أكمل.

و الآن دعنا نعود للواقع قليلاً.. أعيد و أكرر أنا لا أريد قصة حب معك .. أنا أريد الانتماء إليك لا أكثر .. و في يومٍ ما قادم، مع استمراري بوصف عينيكَ ووجهكَ في نصوصي بدقّةٍ أكثر، ستذهبُ أنتَ للمرآة وتتفّقد تفاصيلَكَ وتطابقها مع ما كتبت.. وستُدرِك أنّني حفظتُ ملامِحك أكثَر منك .

و في ذاك اليوم أكون أنا بمفردي اردد بحسرة داخلي:

"ليتك لم تسمَح لي بأن أحبّكَ إلى هذا الحدّ يا نجمي" .

دُمتَ جميل و مُضيىء.

سارة درغام مُغرمة أنا بِالنُجوم خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة