المهندس السيد طوبا يكتب .. حدث ولا حرج في شهر رمضان


شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران هكذا حدثنا رسولنا الكريم عن أعظم شهور العام وأجر وثواب الصوم فعند الله وحده وهو من يجازى به والمفترض فى الصيام أن يترفع الانسان عن توافه الامور وأن يخلص العبادة لله وأيضا أن يتقن عمله أما ما يحدث الآن فحدث ولا حرج فتمتلئ الاسواق بكل ما لذ وطاب من أنواع الطعام يتهافت الناس على شرائها وكاننا مقبلون على مجاعة .
كما تستعد شركات الانتاج الفنى لانتاج أضخم مجموعة من المسلسلات الخليعة والتافهة لاشغال الناس واثارة غرائزهم بعد الافطار وينام الكثيرون اثناء النهار للاستيقاظ طوال الليل لملئ بطونهم واشباع رغباتهم أما العمل فهو مؤجل لما بعد العيد واذا حدثت أحدا عن خدمة أو عمل أو مشروع فتكون الاجابة النموذجية ان شاء الله بعد العيد وتسير السيارات فى الشوارع بهمجية ويتعامل الناس بكل فظاظة وعصبية واذا عاتبت أحدا فيقول لك انى صائم فهل هذه هى الحكمة من الصيام .
أذكر عندما كنت طالبا فى الولايات المتحدة أننى ومجموعة من الطلبة المسلمين صمنا شهر رمضان بالرغم من مشقة الدراسة وطول فترة الصيام التى تمتد حتى الثامنة والنصف مساء وقد أثار ذلك اعجاب زملائنا من الديانات الاخرى أو حتى من لا يدينون باى دين وكانوا يتسابقون لمشاركتنا الافطار بل وقام العديد منهم بتجربة الامتناع عن الاكل والشرب طوال اليوم ثم طلب بعض الكتيبات والمراجع عن الاسلام ولا أدرى ان كان بعضهم قد اعتنق الاسلام أم لا ولكنها تجربة ناجحة يستطيع أى انسان القيام بها فى الغربة مهما بلغت المشقة ويكون خير رسول للاسلام .
أتمنى أن يبلغنى ويبلغكم الله رمضان هذا العام وأن أجده مختلفا عما سبق وان أرى العبادة والتقوى والعمل بكل اجتهاد ودقة وحسن الخلق مجتمعة معا فى هذا الشهر الفضيل أعاده الله علينا جميعا باليمن والبركات .