مقالات

الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: هل آن الآوان لكي نعلن شهادة وفاة السودان؟

خط أحمر

في علاقتها بالعمق العربي والإسلامي الإقليمي.. قد يبدو المدخل صادما، لكن الحقائق الدامغة على أرض الواقع، وتصريحات ومواقف السلطة الجديدة في السودان تؤكد بما لا يدع مجال للشك أنها ، بدأت في التحرك  نحو التنصل من التزاماتها العربية والإسلامية، خاصة في علاقتها بالشقيقة مصر ،  ذلك الالتزام الذي كان يميزها لعقود تاريخية طويلة، وتوجهت تباعا صوب تحالفات أخرى، قد تبدو غريبة علينا بعض الشيئ، أقصد التحالف مع إثيوبيا ضد مصر، تحت زريعة أن مفاهيم مثل العروبة والأخوة والجغرافيا والتاريخ، كل هذه المفاهيم باتت من وجهة نظر السلطة السودانية الجديدة، لم تعد تغني أو تسمن من جوع، ومفاهيم عف عليها الزمن، ومن ثم ضرورة الانتهاء من تلك المفاهيم الرومانسية، حتى يتسنى لهم الانطلاق نحو بناء اقتصاد سوداني قوي، وكأن لسان حالهم يقول أن الارتباط بمصر يحمل التأخر، على حيز الارتباط بمن يناصبها العداء هو قمة التقدم وطوق النجاة لهم.

قد يرى الكثيرون أن هذا أمرا داخليا سودانيا بحت، ولا يجوز لنا التدخل في هذا التوجه الممعن في الخصوصية، فالشعب السوداني أدرى واعلم بمصالحه المحلية والاقليمية والدولية، وليس في حاجه لوصايه من أحد عليه، وأنا بدوري اتفق تماما مع حرية كل دولة في تسيير امورها بما تراه ، لكن على الجانب الآخر ما يهمني كمواطن مصري ، أن يكون لدينا في مصر توجهات واضحة فيما يخص رؤيتنا كرد فعل لهذا التوجه السوداني الجديد والغريب معا، هذا التوجه مؤداها ضرورة بحث  مصر عن مصالحها وأهدافها، دون المكوث كثيرا في أضغاث الأحلام الخاصة بوحدة مصر والسودان، وإذا مااعترض البعض على هذا الطرح ، الذي يبدو في  ظاهره تكريس لفكرة البحث عن مصالحنا، بعيدا عن مفاهيم التاريخ والجغرافيا ووحدة الشعبين، حينئذ ستكون الإجابة الجاهزة المطمئنة ، نحن مضينا وانطلقنا من نفس توجه السلطة السودانية الحاكمه، في بحثنا عن مصالحنا بشكل منفرد، تجسيدا لمبدأ أن عدتم عدنا..لابد من إعادة صياغة مفاهيمنا انطلاقا من أرض الواقع، وليس من خلال أوراق الكتب والروايات والأساطير الصفراء، التي تربينا عليها لعقود طويلة، وشكلت وجداننا وعقلنا الجمعي،مصالح مصروشعبها.

لابد أن تأتي في المقدمة ، دون أن يصحب ذلك بالقطع أي إجراءات تخرج عن إطار  اخلاقياتنا المعروفة عنا كمصريين، ودون التجني على حق أحد، أو حتى مجرد  إجباره على شيئ محدد.

#إن عدتم #عدنا

 

الدكتور فتحي الشرقاوي هل آن الآوان لكي نعلن شهادة وفاة السودان خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة