مقالات

أحمد أبو خليل يكتب: التكية المصرية أو المبرة المصرية

خط أحمر

التكية هي مكان تصنع فيه الأطعمة وتقدم للفقراء، وكانت في مكة المكرمة والمدينة المنورة تكايا موقوفة للفقراء وقد تم إنشاء التكيات المصرية بأمر من إبراهيم باشا في عهد محمد على كانت التكيه بجانب الأماكن المخصصة لصناعة الطعام  تضم أيضا مكتبه ومدرسة ويوجد بها أطباء لمعالجة المرضى سواء المقيمين والأهالى أوالوافدين وكان موقعها في أجياد من الجهة الجنوبية، وبجوارها دار الحميدية وقد هُدمت لتوسعة الحرم الشريف في أيام الملك سعود رحمه الله عام 1375هـ.

لا أعرف لماذا تذكرت زوجتى التكية المصرية لتسألني عنها والتى كانت تقدم الطعام لحوالى أربعمائة فقير يوميا ويزيد هذا العدد إلى أربعة آلاف فى أوقات الحج.

حدث هذا وزوجتى تحضر طعام العشاء (أعتقد أنها كانت تذكرنا بفضلها علينا) لكن هذا لم يذكرنى بما تبذله لأجلنا فأنا دائم التذكر بل تذكرت عم سعيد ذلك الرجل الطيب فى بلدتنا والذى كان والدى يحكى لنا عن كرمه وكيف أنه خصص بيت كبير من بين املاكه المنتشرة فى ربوع البلدة لإطعام فقرائها علاوة على عابرى السبيل.

كان أبناء عم سعيد هم من يقومون على خدمة المترددين على البيت كان كل شيء فى ذلك المكان يدعو إلى الخير حتى عينت السلطة الحاكمة في ذلك الوقت  (سرور الحلاق) عمدة للبلدة مكافأة له على تعاونه معها فى نقل أخبار العباد علاوة على ذلك أوكلت له مهمة إصدار القوانين والقرارات.

فأخذ سرور يصدر القوانين التى تتيح له ولحاشيته السيطرة على مجريات الأمور فى البلاد وإمعانا فى إحكام سيطرته أنشأ مجلس كونه من أقاربه ومحاسيبه وأوهم الناس أن هذا المجلس سيرعى مصالحهم وأنه أنشاؤه من أجلهم .

حاول عم سعيد وأبناؤه أن ينبهوا الناس بأن سرور ومجلسه ما هم إلا أدوات السلطة للسيطرة على خيرات البلاد، فما كان من سرور إلا أن أصدر قرارا بمصادرة أملاك عم سعيد وأولاده فضلا عن معاقبة كل من يعترض على هذا القرار بالسجن فطالبه الفقراء بتعويضهم عما كان يقدمه لهم عم سعيد أو يوفر لهم فرص عمل تساعدهم على الحياة.

وأن المتعلمين من أبنائهم يستطيعوا أن يعاونوه بالمجلس فأخبرهم بأن تفوق أبنائهم لا يعطيهم حق العمل بهذا المكان العظيم وأن الأماكن المهمة بالبلدة هى حق لأبناء الأعضاء فقط.

ثار الناس ضد سرور ومجلسه وطالبوا  بعزله وحل مجلسه وبالفعل نجحوا في عزله وحل مجلسه ،فرح الناس وتفائلوا أملين أن يأخذوا وأبنائهم حقوقهم بعد أن وعدتهم السلطة بتعين  عمدة جديد عادل.

واختارت لهم(عوض البقال) على اعتبار أن له خبرة بالإدارة فهو يدير محل البقالة الوحيد بالبلدة  والذى شكل بدوره مجلس جديد من أقاربه بجانب استعانته ببعض أقارب سرور العمدة السابق.

لم يختلف البقال عن سالفه الحلاق فضلا عن تركه أمور البلدة فى يد اعضاء المجلس حتى يتفرغ هو لمحل البقالة  والذى أصبح يدر عليه أموالا طائلة بعد أن حوله لسوبر ماركت كبير.

وفى زيارتى الأخيرة لبلدتى وجدتها اسوأ مما كان والدى (رحمه الله) يحكى لنا عنها والغريب أن أهل البلدة لا يحركون ساكنا ولا أدرى هل هم مستسلمون لأمر واقع؟ أم أنهم ينتظرون الوقت المناسب لتحريك الساكن.

أحمد أبو خليل التكية المصرية أو المبرة المصرية خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة