محمد ماهر يكتب: ارتقوا يرحمكم الله


المعروف عن الشخصية المصرية أنها شخصية مبدعة و مبتكرة و لديها دائما الجديد الذي تقدمه لتبهر به كل من حولها بل و كثيرا ما أبهرت الشخصبات المصرية العالم في مجالات عديدة.. و لدينا من تلك النماذج العديد و العديد في مختلف المجالات ففي المجال السياسي و العسكري يأني الرئيس الراحل محمد أنور السادات و الذي أبهر العالم بقرارين متناقضين تماما و في فتره وجيزة جدا.
قرار الحرب و الإنتصار و محو أسطورة العدو الذي لا يقهر و تحطيم كل جسور الخوف التي كان دائما ما يصدرها لنا العدو الصهيوني .. ثم قرار السلام الذي جاء من منطلق القوة و الإنتصار .. و في مجال الأدب لدينا نماذج عدة فعلى سبيل المثال عباس محمود العقاد و طه حسين و نجيب محفوظ و هم أدباء رغم تركيز كتاباتهم عن الواقع المحلي إلا أن كتاباتهم و قصصهم كسرت الحاجز و خرجت للعالمية كمبدعين أبهروا العالم بأسلوبهم الراقي و السهل .
و في العلم حدث و لا حرج فعلى مر الأزمنه نبغ العديد من المصريين في مختلف فروع العلم فلدينا ممدوح الدماطي في الأثار و أحمد زويل في الفزياء و يحى المشد في الهندسة و سميرة موسى في الذرة و أخيرا مجدي يعقوب في الطب .. و في الرياضة و هي مربط الفرس في موضوع اليوم لدينا نوابغ رياضية لا حصر لها .. صالح سليم و حمادة إمام و محمود الجوهري و حسن شحاتة و أبو تريكة و حازم إمام و أخيرا فخر مصر محمد صلاح الذي كان أفضل السفراء لمصر على الإطلاق بل أنه أيضا يعد سفيرا للدين الإسلامي الذي دائما ما يظهر تعاليمه في حسن خلقه و إلتزامه سواء في الملعب أو خارجه.
و لأن كرة القدم هي في حد ذاتها دوله تخضع لها كل دول العالم بإعتبارها اللعبه الشعبيه الأولى و التي حازت على قلوب و عقول المشجعين و المحبين للعبة من مختلف أقطار العالم و بمخنلف اللغات فإن أي كره تدخل المرمى في أقصى أماكن الأرض يمكن أن يراها العالم أجمع بإعتبار سكون الكرة في الشباك هي اللغة الرسمية للعبة و بالتالي إذا حدث فعل مشين في أي ملعب في العالم فإن إنتشاره بشكل سريع لا يشكل أي صعوبة.
و ما حدث في ملعب محمد بن زايد في دولة الإمارات الشقيقة من إنحدار في الأخلاق و سوء في التصرف من بعض اللاعبين المحسوبين على الكرة المصرية صدر مشهدا مؤسفا يتعدى حدود توصيفه بالفضيحة.. و ما تلا هذا المشهد من إنتظار الملايين في مصر و الوطن العربي للقاء القمة 119 بين الأهلى و الزمالك و ما رافق هذا الحدث من عبث في متابعة حافلة نادي الزمالك و هل ستصل الملعب أم لا و في النهاية لا يصل الفريق و لا تلعب المباراة .. !! لتكتب صحيفة الإندبندنت البريطانية و هي صحيفة كبيرة و مشهورة في العالم أجمع عنوانا معناه " العفن يصيب الكرة المصرية" .. هذا ما صدره المشهد و القائمين عليه .
ولا يختلف الحال كثيرا في المجال الفني و الإعلامي فنفس المشهد تقريبا إنحدارا في الأخلاقيات من خلال أنصاف مواهب يدعون أنهم فنانون و مطربون و إعلاميون يظهرون من خلال الشاشات المختلفه لينشرون ثقافنهم و يروجون لها مع إرتياح كامل و صمت رهيب يخيم على المشهد من الجهات المعنيه التي إرتدت ثوب الفضيله في كثير من المواقف التي لا تستدعي ذلك .. و تركت ما يستدعي الحساب و العقاب لمن ينشرون الجهل و التخلف .
ما يحدث على الساحة المصرية من ظهور شخصيات تتصدر كافة المشاهد التي تجد انتشارا سهلا و ترويجا سريعا لا يمكن أن يكون محض صدفه و لا يمكن أن يكون إتفاقا غير معلنا بين كل هؤلاء الأطراف .. هناك من يترصد الشخصية المصرية ويعمل بكل جهده أن يمحو أي تفوق و أي إنجاز و يتعمد دائما أن يظهر البذاءات و الصراعات و المشاهد التي تحتوي على الإنحدار الأخلاقي .. و المدهش أن يحدث هذا العبث بالتزامن مع ظهور من يدعون الفضيلة على الشاشات و لا يقدمون سوى النحيب و الشجب و الإدانه .. لا أعتقد أن الإنجازات وحدها تعكس التحضر و الرقي فلا حضارة و لا إرتقاء بلا أخلاق .. فإرتقوا يرحمكم الله .