الدكتور عادل عامر يكتب: فوائد الحب


فوائد الحب: السعادة والصحة وتقليل خطر أمراض القلب احرصوا على وجود الحبيب في حياتكم، ففوائد الحب تتجاوز مجرد الفوائد المعنوية وتحقيق السعادة والرومانسية إلى فوائد أكثر صحية: وجود من تحبون في حياتكم يساهم في حصولكم على الصحة والسعادة، اذ اشارت العديد من الدراسات الى أن الحب والعناق وحتى ممارسة الجنس قد يكون لها أثار ايجابية على صحتكم!
وجد بأن ممارسة الجماع مفيدة جدا لتعزيز صحة القلب، فبالإضافة للمتعة التي يحققها هو يعد تمرين رائع لعضلة القلب، فالإثارة والشهوة الجنسية ترفع من معدل دقات القلب، وتصبح في ذروتها أثناء هزة الجماع. وهو ما يشابه معدل دقات القلب الذي يحدث اثناء ممارسة التمرين البدني الخفيف مثل المشي بحسب ما أثارت بعض الدراسات.
الا ان هذا بالطبع لا يغني عن ممارسة النشاط البدني المنتظم للحصول على اللياقة المطلوبة، وعادة ما يوصى بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني معتدل الكثافة للبالغين اسبوعياً.
بالطبع فان الحياة دون وجود الحب والجنس لا تعني بالضرورة ضعف في الصحة، فقضاء وقت ممتع مع الأقارب أو الاصدقاء الذين تحبهم هو أيضا معزز لصحتك ولنفسيتك، ففي دراسة أجريت على مدى عشر سنوات وشملت 1,500 شخص فوق سن السبعين، وجد بأن الأشخاص الذين كان لديهم علاقات صداقة قوية ويملكون عدد أكثر من الأصدقاء، كان عمرهم اطول من عكسهم من الاشخاص الذين لا يملكون ذلك.
. كما ويشير الباحثون الى كون علاقات الصداقة تؤثر بنمط حياة الانسان بشكل عام وعاداته مثل عادات تناول الطعام، والتدخين أو ممارسة الرياضة، وتقديم الدعم الاجتماعي والعاطفي. أما بالنسبة لممارسة الجماع، ففي دراسة أجريت على راهبات مسنات (700 راهبة) وجدت بانهن تمتعن بصحة جيدة ونشاط طيلة حياتهن. اذ في دراسة طويلة تم فحص القدرات العقلية والبدنية للراهبات منذ عام 1986م وبمراجعة فحصواتهن السنوية وسجلات الدير والتعرف على حياتهن الاجتماعية والاسرية.
تبين أن العواطف الايجابية في مقتبل العمر قد ارتبطت بتقليل خطر الاصابة بالخرف، بالإضافة لا يجاد روابط أخرى ما بين نمط الحياة والخرف مثل مستوى التعليم، الا أن النشاط الجنسي لما يرتبط بذلك.
وجدت بعض الدراسات ان ممارسة الجماع تساعد في تعزيز المناعة وتقويتها ومحاربة الامراض. ومثال على ذلك دراسة اجريت في ولاية بنسلفانيا وبينت أن الذين مارسوا الجنس مرة الى مرتين بالأسبوع كانت مناعتهم ضد الأمراض أعلى. فقد كانت الأجسام المضادة وخلايا جهاز المناعة Immunoglobulin A-IgA أعلى بما يقارب 30% لمن مارسوا العلاقة الحميمة.
وفقا لدراسة صغيرة أجريت على 46 رجل وامرأة وجد بأن ممارسة الجنس بعد يوم شاق تساعد في ازالة التعب، والتوتر. وزيادة القدرة على التعامل مع الاجهاد.
وجد ان الذين يمارسون الجماع بمعدلات أعلى من غيرهم كانوا يشعرون بصحة أكثر وهذا ما بينته دراسة أمريكية شارك فيها 3,000 شخص اعمارهم تتراوح ما بين 57-85 عام.
وهنا نتكلم عن الحب وليس فقط مجرد ممارسة للعلاقة الحميمة ، فالدعم العاطفي والاجتماعي هو ما كان يلعب الدور الأكبر في تعزيز الصحة لدى الأشخاص المرتبطون ومستقرون عاطفياً. الزوجان يعيشان الحياة معا بحلوها ومرها، وكل منهما يحتاج من حين لآخر للدعم العاطفي لتسير الحياة الزوجية بإيجابية وأن يشعر كل منهما بتقدير الآخر له، فالزواج مشروع مشترك، وعمر وحياة تعتمد في الأساس على التفاهم والاهتمام.
يحتاج الزوج أن يشعر بمحبة واهتمام زوجته طول الوقت وكذلك الزوجة، ولكن في بعض الأحيان قد ينشأ تضارب في كيفية إظهار هذا الاهتمام وكيفية تقديم الدعم، وذلك يرجع لطبيعة الاختلاف الفطري بينهما في طريقة التفكر والتعامل مع مجريات الأمور.
فالاهتمام الزائد من طبيعة المرأة، وهي تحب أن تساعد بدون أن يطلب أحد منها ذلك، فهي بذلك تشعر بكينونتها. أما الرجل فالاهتمام الزائد يزعجه، ويجعله دائما يتهرب من هذه المعاملة، فهو يرى نفسه في هذه الحالة وكأنه طفل، لا يعرف كيف يقيم الأمور ويتعامل معها.
وقد ترى الزوجة زوجها في موقف عصيب، فتبادر إليه بالنصيحة، وهي هنا بالطبع تحاول مساعدته، ولكنه قد يغضب لذلك، لأن الرجل عندما يواجه مشكلة ما أو أمر يحتاج إلى حسم، فإنه يركن إلى الصمت، وينزوي بعيدا، ويحاول إيجاد حل أو قرار معين، ولا يحب أن ينصحه أحد إلا إذا طلب هو بنفسه ذلك. حيث أنه يعتبر النصيحة، انتقاص من شخصيته وتشكيك في قدراته، وأنه لا يدري ما يتوجب عليه فعله.
والزوجة حينما تحكي لزوجها عن مشكلاتها، فهي لا تطلب منه حلا، فهي تتحدث لتشعر بالراحة وتعبر عن نفسها، بينما يتخذ الرجل دور الخبير في هذه الحالة ويبادر بإعطائها نصائح وحلول واقتراحات وقد يربط بين ما تحكيه ويفهمه على نحو آخر بأنه غير اهتمام منه وهكذا. فالمطلوب من الزوج أن يستمع لها جيدا، ويدعمها بعبارات إيجابية، ويشعرها باهتمامه وتقديره. وقد تشعر الزوجة أحيانا أنها غير مقدرة عاطفيا، فتطلب من زوجها الخروج في نزهة ما أو تناول العشاء بالخارج، فعليك أيها الزوج أن تدرك أنها عندئذ في حالة هبوط عاطفي ويجب عليك أن تدعمها على الفور.
ولا تكتفي فقط بإحضار الهدايا القيمة أو الأشياء الثمينة، فالمرأة تفسر الهدايا بمعناها العاطفي وليس بمعناها المادي. فالأفضل أن تعبر لها كل يوم عن حبك بطريقة مختلفة، وليس أن تحضر لها كل فترة هدية قيمة وكأنك قد فعلت ما عليك.
والزوجة أحيانا تحب من الزوج أن يمتدح جمالها أكثر من إعجابه بعقلها وطريقة تفكيرها، أن يدرك الاختلافات الشكلية في كل طلة، أن يبدي إعجابه بملابسها، بلون شعرها. فكل ذلك من الدعم العاطفي الذي تنشده المرأة.
أما الزوج فيحتاج إلى الدعم والتشجيع من زوجته كلما أنجز هدفا، أو حقق شيئا ولو بسيطا في عمله أو في حياته. وهو يحب الهدايا التي تشعره بالقوة والتألق.
توقيت الدعم العاطفي مهم جدا، فعليك أيتها الزوجة ألا تبدأي في الحديث معه فور عودته من العمل، فالرجل يحتاج إلى فاصل زمني وأن يكون مهيئا لاستقبال الحديث. ولا تقتحمي عليه عزلته، بل انتظري حتى يبدأ هو في الحديث معك. لا تمنعيه من الخروج إلى المقهى أو ملاقاة أصدقائه إذا أراد ذلك فهو يحتاج إلى تغيير الحالة لديه وهذا قد يكون أحد أشكال التغيير ، ولكن طبعا ليس بالقدر الذي قد يشغله عن الاهتمام بالمنزل.
وكذلك اختيار الوقت المناسب عند دعم الزوجة هام جدا، فإن وجدتها عصبية لا تعتبر أن ذلك هجوما عليك وتبدأ في الصراع معها، ولكن انتظر حتى تهدأ وابدأ في الحديث معها.
وإن وجدتها تحاول القيام بالكثير من الأمور في وقت ضيق، فقم بمساعدتها بدون أن تطلب هي منك ذلك، فإنك بذلك تعبر لها عن حبك وتقديرك. لتفعيل الدعم العاطفي بصورة صحيحة، عليكما أولا إدراك اختلافات التفكير بينكما.
وثانيا اختيار الوقت المناسب لذلك. ما بين حق الزوجة في تدعيم زوجها لها بالحب والعاطفة من دون أن تطلب، ورفض الزوج الطلب المباشر في حد ذاته، أن المرأة بطبيعتها العاطفية الخاصة، تحتاج إلى دعم عاطفي متواصل، لأنها دائمة الشك في حب زوجها، ما لم يغذّه بعبارات رومانسية مستمرة.
فهي تحتاج إلى تأكيد دائم على حب وتقدير زوجها لها ولشخصها، ولقول كلمة: «أحبك» عشرات المرات، وبكامل فروعها من همسة ولمسة وكلمة وفعل محبب حميم!