تتسارع الاكتشافات التكنولوجية والرقمية بطريقة مفزعة تجعل ما نمتلكة من أجهزة وهواتف وحواسيب كل فترة زمنية وجيزة فى خبر كان وعليك أن تنفض التراب عن عقلك وتزيل الصدأ من قلبك حتى تستطيع تحمل التطورات المتوالية والمذهلة فى جميع مناحى الحياة فمع دخول الجيل الخامس للإنترنت ستظهر بقوة السيارات ذاتية القيادة فلا تحتاج الأسر إلى امتلاك سيارات وسيتراجع إنتاج السيارات بنسبة قد تصل إلى تسعين بالمائة فيمكنك استدعاء سيارة ذاتية القيادة لنقلك إلى المكان الذى تحب عن طريق هاتفك دون كلفة مواقف وجراجات وسائق وخلافه وطبعا ستقل نسبة التلوث فى المدن لأنها تعمل بالكهرباء وسيتم تطويرها لتعمل بالطاقة الشمسية والماء وفى مجال الطاقة فمن المتوقع تسيد الطاقة الشمسية والطاقة البديلة محل البنزين والسولار أى سيقل الطلب على البترول ومشتقاته وفى عالم الانشاءات ستنمو بقوة الطابعات ثلاثية الابعاد وفى الصين استطاعوا بناء مبنى من خمسة طوابق فى يوم واحد باستخدام تلك الطابعة والتى ستبنى وبسرعة ودقة كافة المدن الحديثة.

كما تستطيع أن تبنى الأعضاء الصناعية بدلا من البشرية التالفة وسيحدث تطور مذهل فى عالم الطب والعلاج فقد طورت شركة أى بى أم برنامجا يستطيع عند ادخال بياناتك أو عمل مسح لقاع العين أو عينة دم بتحديد الأمراض بدقة مذهلة وكتابة العلاج وكذلك التنبؤ بالعمر الافتراضى لك ناهيك عن أن الجيل الخامس من الإنترنت سيمكن الطبيب من إجراء جراحة لمريض على بعد آلاف الكيلومترات بدقة متناهية كما سيكون له تأثير عظيم على تصنيع أجهزة منزلية ذكية وإشارات مرور ذكية والأخطر فى تطبيقاته على الأسلحة الذكية وأسلحة الدمار الشامل وإدارة الحروب على بعد آلاف الأميال وعلى نطاق الزراعة فسيقوم الإنسان الآلى بكافة الأعمال الزراعية وحتى الحصاد وسيصبح المزارعون مدراء للحقول.

أما التعليم فسيشهد ثورة هائلة حيث سيعتمد على الموبايل أو التابلت حيث يمكنك تلقى تعليمك فى أى مكان وفى أى وقت اعتمادا على برامج تعليمية وأفلام وثائقية وشرح من أفضل المدرسين والاساتذة دون عناء الذهاب الى المدرسة أو الالتحاق بالجامعة وسوف تجرى جميع الاختبارات فورية على الهواء ومعرفة النتائح فى لحظتها ومن المتوقع أن تغلق تسعين بالمائة من المدارس والجامعات التقليدية أبوابها حتى فى القانون فقد تم تطوير برنامج قانونى من أى بى أم واتسون لتقديم المشورة القانونية وبنسبة دقة تفوق المحامين بدرجة عالية مما ينذر باضمحلال وزوال مهنة المحاماة عن قريب فى أمريكا ويتبعها فى أنحاء العالم وبصفة عامة ستندثر من ستين الى سبعين فى المائة من المهن الحالية ويحل محلها مهن جديدة وتخصصات مبتكرة ولكن من المؤكد أن مهنة البرمجيات ستظل تسود العالم لاجيال قادمة وعلى أولياء الامور والطلبة التدقيق فى اختياراتهم للمستقبل أما الجامعات والمدارس التقليدية الحالية فان لم تسارع بمواكبة التطور الحادث حاليا فستتحول الى غرف مفروشة للايجار أو متاحف تشاهدها الأجيال القادمة فيتندرون عن كيفية تلقى التعليم فى تلك المبانى الاثرية كما نتندر نحن على معابد الفراعنة.