مقالات

جمعة قابيل يكتب: خيبتنا فى نخبتنا.. سطور من كتابي ناسك يا وطن

خط أحمر

قبل أن تقرأ: فى كل بلاد الدنيا إذا أردت أن تحكم على مجتمع من حيث التقدم والرقى والإنسانية فانظر أولا إلى نخبة هذا المجتمع .. فإن كانوا صالحين وأسوياء ووطنيين ورموزا تقتدى فتأكد أنك ستجد مجتمعا حضاريا وانسانيا بكل معنى الكلمة.

أما إذا وجدت النخبة المتصدرة للمشهد فاسدة ويحكمها المصالح والمكائد والكذب والأنانية فلا تندهش إذا اكتشفت أن هذا المجتمع يمتلئ بكل أنواع الظلم والطبقية والفساد بكل ألوانه.

وهذا الأمر لا علاقة له بالديانات أو أى شعارات دينية أو عقائدية فكم من أمة لا دين لها تتمسك بأخلاقيات التعامل وقيم التحضر وكم من غيرها رفع شعار التدين وانتشر فيها القتل والدمار والسرقات والرشاوى والخيانات وكل ما نعرف او لانعرف من فساد الذمم وغياب الضمائر وسوء الأخلاق.

وإذا طبقنا هذا المعيار على مجتمعنا المصرى خاصة والعربي عامة بعد ماسمى الثورات العربية التى بدات من تونس ومرت بمصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها سنكتشف ما يندى له الجبين ومايخجل منه كل إنسان عاقل يفكر أو لديه قلب ينبض.

ولنا أن نسأل هل كانت النخبة على قدر المسؤلية الوطنية.. هل امتلكت ثقافة احتواء مجتمعها والحفاظ على أوطانها .. هل واجهت كل التآمرات على بلدانها باخلاص .. هل تعاملت مع طوفان الفوضى بشفافيه وتجرد .. أم تركت الأمور تجرى كما خطط لها وراحت تنتهز الفرص لتحقيق اكبر المكاسب الخاصه على جثث آلاف القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ وعلى حساب ملايين المشردين واللاجئين الهاربين من جحيم لا يرحم ..؟؟

ونصل إلى السؤال الأهم .. هل بادر البعض من هذه النخبه الى تبنى قضايا مجتمعه .. هل شعر أحدهم بالفقراء والبسطاء فى كل أرجاء وطنهم .. هل حاولوا مد يد المساعده لأب يعانى فى تربية أطفاله .. أو أم تحلم بسقف يأويها هى وأولادها .. أو شاب يبحث عن فرصة عمل شريفه .. أو فتاه تنتظر فارس أحلامها ويعوقه تكاليف زواج لن يتم.

ثم وهذا ربما أهم مما سبق ..

هل بادرت هذة النخبه بالذهاب الى القرى الفقيره التى يعيش أهلها بلا ماء أو كهرباء أو حتى صرف صحى أدمى .. هل ذهبوا إلى الأحياء الأكثر فقرا بأخلاص لتبنى مبادرات مخلصة وليست للشو الأعلامى لبناء مستشفيات ومدارس ودور علم .. هل حاول بعضهم أنكار ذاته وتقديم المصلحه المجتمعيه على مصلحته الشخصيه بتجرد وأنسانيه كما فعل ويفعل مشاهير وأثرياء العالم الذى نتهمه بالكفر وعدم الأيمان بداية من بيل جيتس وليس نهاية بأنجيلينا جولى ومايكل جاكسون

أسئلتنا وكتابنا ناسك ياوطن لا ولن يرفع شعار المثاليه أو البحث عن المدينه الفاضله ولكنه بمنتهى الأمانه صرخة ضمير فى وجه معظم نخبتنا ومشاهيرنا الذين لم يسأل أحدهم نفسه سؤالا ماذا قدم هو لمجتمعه وناسه البسطاء والطيبين بعدما أخذ كل شئ المال والشهره والسلطه والجاه ؟؟؟

وفى الجزء الأول من كتاب ناسك ياوطن أقتربنا من بعض مشاهير وأثرياء الوطن لنعرف عنهم أكثر ونتعرف على رحلة حياتهم سلبا وايجابا بكل صدق ونضع يدنا على دورهم الحقيقي فى أهم فتره عاشها الوطن فى تاريخه المعاصر .. لنقول شكرا لكل من أعطى مقابل ما أخذ .. ونقول عفوا لكل من قصر فى حق ناس هذا الوطن .. ولتكون هذه السطور شهاده حق للأجيال القادمه عن دور النخبه فى بناء أو هدم وطننا الذى يعانى أمراضا مجتمعيه مرعبه صحيا وتعليميا وثقافيا ودينيا وأنسانيا لأسباب كثيره ومتعدده أولها أنتشار الفساد وخراب الذمم وتسيد الجهل وتعمد أفقار وأضعاف الشباب لسنوات طويله ولأهداف كبرى ليس مجالها صفحات هذا الكتاب.

وقد تعمدت أن تكون لغة الكتاب فى معظم الوقت هى اللهجه العاميه أو الصحفيه التى تكلمت بها فى حلقات برنامج ناسك ياوطن حتى تصل بسهوله الى كل الثقافات خاصة الجيل الشاب الذى وقع ضحية سوء التعليم بالمدارس فخرج منها لا يتقن لغته العربيه ومن حقه أن يقرأ ويعرف ويتعلم مهما كانت درجة ثقافته ..

وبسم الله نبدأ وعليه نتوكل فهو ثم الوطن من وراء القصد.

جمعة قابيل خيبتنا فى نخبتنا سطور من كتابي ناسك يا وطن خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة