المهندس السيد طوبا يكتب: دور المسجد التربوى


لفت انتباهى فى رمضان الماضى رسالة من أحد إخواننا المسيحيين يعرض فكرة يتم تطبيقها فى الكنائس ويود أن يستفيد منها المسلمون خاصة أثناء صلاة التراويح حيث يحرص الكثير من السيدات على أداء الصلاة فى المسجد وبالطبع يقمن باصطحاب أطفالهن الى المسجد فيتحول المسجد إلى ساحة للصراخ والعويل والمشادات بين المصليات لعدم تمكنهن من التركيز فى الصلاة وعرض صاحبنا المسيحى قيام بعض المتطوعات والمتطوعين باستضافة الأطفال فى مكان مخصص بالكنيسة للعب الأطفال ويمكن أن يكون حديقة خارجية ولحين انتهاء أهاليهم من الاستماع للمواعظ ويعرض استخدام نفس الفكرة على المسلمين فبالتأكيد أن هناك فتيات وسيدات لا يستطعن أداء الصلاة لظروف شرعية فلماذا لا يقمن باستضافة الأطفال أثناء صلاة التراويح حتى تتمكن امهاتهم من أداء الصلاة فى خشوع.
وأود هنا أن استكمل الفكرة الجميلة بتحويل المساجد الى دور رعاية اجتماعية وتربوية ورياضية مثلما يفعل أخواننا المسيحيون وبالطبع سيبرز هنا دور الموافقات الأمنية والتخوف من تغلغل وسيطرة الجماعات المتشددة وبالتأكيد لن يكون ذلك مبررا لقصر دور المسجد على الصلاة فقط وحتى اغلاقه مابين الصلوات فدور المسجد تاريخيا منذ بدء إقامته كان دارا للاجتماعات والمناسبات والدروس والتربية والتوعية فلماذا لا يفكر المسئولون بوضع آلية لتعظيم الفائدة من المسجد مثلما تفعل الكنائس فمعظم المساجد بها ساحات واسعة وربما حدائق لا يتم الأستفادة منها فلماذا لا تلحق بها مكتبات وغرفة كومبيوتر للتديب والتدريس وأماكن لالقاء المحاضرات ودروس التقوية للطلبة المحتاجين والذين لا يقدرون على دفع نفقات الدروس الخصوصية وأيضا انشاء بعض الملاعب الرياضية حتى يقضى الشباب أوقاتهم فى ممارسة الرياضة فى غير أوقات الصلاة فيفرغون شحنة الطاقة لديهم فى أشياء مفيدة.
وما المانع فى وجود بعض عربات الوجبات الخفيفة لتقديمها للرواد وأيضا لتوزيع الوجبات على الفقراء والمحتاجين وفى نفس الوقت تضمن وجود دخل ثابت لادارة المسجد للصرف على الخدمات وتجديد المسجد وبلغة العصر أتمنى أن تتحول المساجد والساحات والحدائق المحيطة به الى مشروعات استثمارية وخدمية تهدف أولا لكسر الحاجز بين الشباب والمسجد وتوفير خدمات للقادرين وغير القادرين فى نوع من التكافل الاجتماعى والتربوى السليم وفى نفس الوقت تأجير بعض الأماكن للسيارات المتنقلة لبيع الطعام والمشروبات والملابس وغيرها لتدر دخلا على مجالس إدارات المساجد وحتى يتمكن من الاضطلاع بدوره التربوى والتعليمى والرياضى والدينى فى نفس الوقت.
وبالتأكيد أعلم أن هناك تجارب ناجحة تمت فى السابق ولكنها تركت بدون رقابة فتغلغلت الجماعات المتشددة وقامت بغسل عقول المترددين وجندت ارهابيين ولكن هذا ليس مدعاة للمنع فيجب اختيار مجالس ادارة منتقاة من خيرة الناس واشراك الجهات الأمنية فى الادارة حتى تتأكد من عدم خروج المسجد عن دوره الدينى والتربوى لأن المنع والغلق والحجب أدى الى اتخاذ الجماعات المتشددة أوكارا متخفية عن أعين الأمن لتبث سمومها دون حسيب أو رقيب لذا أقترح تحويل المساجد الى منارات علمية وتربوية واجتماعية وثقافية ودينية ورياضية وتكون كافة انشطتها فى النور خاضعة لرقابة واشراف الجهات الأمنية وربما تزايد حالات الانتحار الأخيرة فانما ترجع الى ضعف العقيدة والايمان لدى بعض الشباب لانقطاع صلتهم بالله والسماح بتشرب مفاهيم خاطئة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى التى يصعب وضع رقابة عليها ولنا فى دور الكنائس قدوة فلم لا نقتدى بتلك النماذج الناجحة ونطورها ونعممها طبقا لمفاهيمنا الثقافية والدينية والله أعلم.