دقت واقعه التحرش بفتاة المنصورة ليلة رأس السنة ناقوس الخطر الأسري الذى بات عليه المجتمع فى الآونة الأخيرة.. مشهد مرعب ومخيف عندما تجد مجموعة من الشباب لا يصح أن يطلق عليهم لفظ شباب فهم مجرد «شوية عيال» تجردوا من أدنى معانى الانسانية والنخوة سولت لهم أنفسهم وهمجيتهم التحرش مجتمعين بفتاه أمام أعين العامة.

واقعة فتاة المنصورة تتطلب من المجتمع المصرى وقفة عاجلة وملحة قبل الأجهزة الأمنية والدولة بكافة ممؤسساتها لكى نسأل انفسنا ..أين دور البيت والأسرة والمدرسة والجامع والكنيسة؟ أين دور الأم والاب ؟! .. أين القيم والاخلاق ؟ .. للأسف الكل مشغول بما يتعلق بنفسه دون الآخر ..الكل مشغول بالصراعات الداخلية الاسرية.. نعم يستحق هؤلاء المتحرشون الحبس مدة لا تقل عن سبع سنوات، لكن هل تنتهى هذه الظاهرة بمحاسبة هؤلاء ؟ وهل يحقق حكم حبسهم الردع العام لأمثالهم وتستقيم الأمور بعد حبسهم ؟ أشك فى ذلك.

هؤلاء «العيال» لم يسمعوا من قريب أو بعيد عن التربية والأخلاق وحسن الخلق لا تجد لهم قدوة حسنة يقتدوا بها فقدوتهم التى تربوا عليها وبات كل أمانيهم فى الحياة أن يصبحوا مثلها تلك القدوة السلبية المارقة عن عاداتنا وتقاليدنا والدخيلة على مجتمعنا المصري الشرقي المعتدل دينيا .. هؤلاء أغرتهم الملابس الشاذة وفورمات الشعر المستوردة والحديث بأسلوب البلطجة.

صمت المجتمع عن مثل هذه الأفعال المخجلة يجعلنا نهوى فى بحر الظلمات، نعم وبكل أسف وأسى سنتجاوز مرحلة اطفال الانشقاق وما يصاحبها من غل وكراهية وندية والتعامل الحاد الموجودين بين قطبي الأسره المفككة أوالمنفصلة وننزلق في مراحل اخري أكبر وأخطر أساسها عدم التربية وعدم وجود قدوة ومثل أعلي والنتائج ستكون كارثية.

فى واقعة المنصورة الفاعل مجرم ولابد من توقيع أقصي عقوبة عليه ومن أكتفى بتصوير الواقعة لا يقل إجراما عن الجانى فيكفى أنه لم تحركه إنسانيته أو نخوته لستر فتاه تستغيث وساعد الجانى على فعلته المخجلة.

لا أجد مسمى يليق بهذه الواقعة الهمجية، وما يزيد من فجيعتى أنى شاهدت فى عالم الحيوان، حيوان فرس النهر ينقذ حيوان آخر من فك تمساح وشاهدت بأسى فى عالم الإنسان شاب يصور متحرش مجرم وهو فى قمة سعادته.

للأسف الحديث الآن عن زمن الرجولة ومفهوم بنت الجيران وبنت حتتك وواجب عليك الحفاظ عليها والدفاع عنها ، بات حديثا عن اللبن المسكوب .