ذهبت إلى الشهر العقارى لعمل توكيل وبعد أن سجلت دورى وعلمت أن السيستم واقع كالعادة جلست على أحد المقاعد انتظارا للفرج ومن شدة الارهاق غفوت فحلمت حلما اللهم اجعله خيرا لى ولبلدى فقد حلمت أننى استيقظت من نومى فجرا على صوت عصافير الكناريا ودعاء الكروان وركبت سيارتى فوجدت الشوارع نظيفة بدون قمامة بل وصناديق القمامة مصفوفة بشكل حضارى ومقسمة إلى ثلاث قطاعات ووجدت السيارات تسير فى حاراتها دون تداخل أو تعدى سيارة على الأخرى وشاهدت سائقى الميكروباص ملتزمون بالمواقف المخصصة لهم ثم دخلت مكتبى فوجدت جميع الزملاء على مكاتبهم دون تأخير أو أعذار ثم رايتهم يتسابقون للعمل والابتكار دون كلل أو أحاديث جانبية عن مباراة الأمس ثم ذهبت إلى الشهر العقارى لعمل توكيل فوجدت جميع العاملين تعلوهم الابتسامة ووجدت كل التعاون فلم يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة عدت بعدها للمنزل لتناول الغذاء على أنغام عبد الوهاب وصوت حليم وبعدها ذهبت إلى السوق التجارى (المول) لمقابلة بعض الأصدقاء فوجدت الشباب مجتمعين فى جلسات دون صراخ أو ضحكات هستيرية وكل يسير فى حاله دون معاكسات أو تحرش وبعد احتسائى القهوة رفض النادل أخذ بقشيش لأن الفاتورة بها مصاريف الخدمة ناهيك عن كرم الضيافة والبشاشة على الوجوه ثم عرجت على المسجد لأداء الصلاة فسمعت صوتا جميلا يؤذن للصلاة ولم اسمع ضجيجا أو رنة محمول تلهى عن الصلاة وعند عودتى ثانية للمنزل شاهدت مسئولين على التلفاز يتحدثون عن خطة الدولة للإصلاح والتطوير ورؤية الحكومة للأعوام الخمسين القادمة دون أن أسمع مرة واحدة عبارة بناء على توجيهات السيد الرئيس.

وشاهدت الاعداد لمشروعات استثمارية ناجحة تستغل موارد الدولة وآثارها أفضل استغلال وتنبه لخطورة تزايد أعداد السائحين لتجاوزه عدد سكان مصر ووزير المالية يحذر أمريكا حتى تسارع بسداد الديون المتراكمة عليها لمصر ويهدد دول الاتحاد الاوروبى من سرقة الاختراعات العلمية المصرية بل وسمعت اصواتا تطالب بوقف تصدير التكنولوجيا المصرية للصين والدول الاوروبية والآسيوية المتخلفة وخطة الحكومة لاستغلال الفائض فى الميزانية وجدول المساعدات الانسانية لامريكا وبعض الدول الاوروبية الفقيرة وبرنامجنا لغزو الفضاء وإقامة معامل  أبحاث على سطح المريخ وعطارد وخطة مصر كأكبر قوة اقتصادية وعسكرية فى العالم لاحلال السلام العالمى والقضاء على خطر المجاعة ثم شاهدت حديث وزيرة البيئة ونجاح خطتها لتقليل نسبة التلوث فى المدن الكبر ليضاهى النسب العالمية المتعارف عليها وكيف أصبح نهر النيل خاليا من التلوث الصناعى وعودة نقاء مياهه كما وشرحت كيف قامت الوزارة بتدوير كافة جبال القمامة بل وحاجتها لاستيراد القمامة من الدول المجاورة لتدويرها وتحويلها إلى ذهب.

كما شاهدت مناظرة بين مرشحين على أحد المقاعد النيابية بالصعيد واندهشت من أسئلة الشباب الواعى الذى درس تاريخ كل مرشح وتيقن من استعداد المرشح لخدمة قريته دون أطماع شخصية ثم أدلى وزير العدل ببيان يوضح سرعة اجراءات التقاضى ووضع سقف زمنى للفصل فى القضايا دون تأجيل ولا تأخير كما شاهدت وزير قطاع الأعمال وهو يتقلد وسام النيل لتمكنه من تحويل خسائر شركات قطاع الأعمال الى أرباح خيالية فاقت كل التوقعات.. وفجأة استيقظت على صوت أجش منفر يدعونى للذهاب إلى شباك 5 لانهاء أوراقى فقمت مفزوعا مصطحبا معى ملفا به شهادة ميلادى وشهادات التطعيم واتمام الدراسة الابتدائية والاعدادية والثانوية العامة والجامعة والنقابة وشهادات وفاة أبى وأمى وشهادة الاعفاء من الخدمة العسكرية وستة صور شخصية وأخرى من الرقم القومى مع دس عشرين جنيها وسط الأوراق لتليين الأمور وتيسير العسير.